النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٣١٨
وهذا يعني ان الاسلام يريد من ذلك أن يكون طواعية، واختيارا ليكون اثر قدرة على التطهير والتزكية.. وحث إلى جانب ذلك أن تكون الصدقة سرا لان صدقة السر أفضل من صدقة العلانية.. وأكثر قدرة على تنمية الروح المخلصة والروح المرتبطة بالله.. ومن هنا كان على المؤمن ان ينفق عفو ماله وفضله، ان يتحسس حاجات إخوانه. وان يحافظ على الطابع السري للانفاق قدر الامكان.
ولم يرد الاسلام ان يعيش على مزابل الكلاب ليواجه بذلك أهواءه كما يقول الصوفي..
(لا يكون الصوفي صوفيا حتى يجعل من زوجته أرملة، ومن أولاده أيتاما، ويعيش على مزابل الكلاب) وانما امره إلى جانب الصدقة، والانفاق السري ان يصون لسانه من الكذب، والغيبة، ومن محاولات الظهور والثرثرة، وأن تكون قاعدته الصمت الا في موارد الحاجة والضرورة، وان يتعلم الصوم المستحب.. الذي يكف به عن الشهوة ساعات. شهوة الجنس، وشهوة الطعام والشراب.. والصوم المستحب من أروع العبادات الاسلامية التي تربط الانسان بالله تعالى، وتنمي الإرادة، وتصعد من ملكة الصبر.. ومن أهم مجالات الصوم المستحب، صوم ثلاثة أيام في الشهر.. (أول خميس من الشهر، وآخر خميس، والأربعاء الوسطى) وقد ورد الحث الشديد على ذلك في النصوص.. وهو من القدرات الروحية التي إن كانت مستحبة على
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»