النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٣١٧
الناس ليكتشفوه بعد ذلك فيهينوه، وتسقط هيبته من أعينهم فيعاف الظهور، والمركز، أو عن طريق الوقوف على رأسه إلى الصباح كما ينقل الغزالي ذلك في (احياء علوم الدين) ان هذه الوسائل محرمة في نظر الاسلام، ولم ينزل الله بها من سلطان، قلنا فيما سبق ان من روائع الاسلام، ومن نعم الله تعالى علينا انه كما حدد لنا الأهداف التربوية كذلك حدد لنا الوسائل ولم يتركنا للتخبط الصوفي، وترهات الغزالي، وأمثاله، أو إلى طريقة التأمل البوذي.. أو غير ذلك من محاولات هذا الكائن الجاهل الضعيف..
امر الاسلام بالتحكم في النفس.. واكد على ضرورة سيطرة الإرادة الربانية ومخالفة الأهواء.. وحدد لنا الطريق.
لا ترم مالك في البحر، ولا تبسط يدك كل البسط فتقعد ملوما مدحورا، ولا تسرف لان الله لا يحب المسرفين، ولكن أنفق العفو، واد الصدقات المستحبة والواجبة.. والاسلام يعي ان الهدف من الزكاة، والصدقة ليس هو إعانة الفقراء فقط ولكن تطهير الوجدان البشري من حب المال، وتمكنه من القلب.
(خذ من أموالهم صدقة تزكيهم بها وتطهرهم) ومن هنا فان الاسلام في باب الصدقة أوجب الزكاة.. ولكن من جهة أخرى حث على الصدقة..
وكان هذا الحث بدرجة الاستحباب..
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»