وقفة مع الدكتور البوطي - هشام آل قطيط - الصفحة ١٦٥
لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر الحديث: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
بما أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه).
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " وقد تركت فيكم لن تضلوا إن اعتصمتم به:
كتاب الله وأنتم تسألون عنه فما أنتم قائلون قالوا: نشهد أنك بلغت، وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس، اللهم أشهد اللهم أشهد ثلاث مرات " (1).
فهذا الحديث كما ترونه صريح في أن الذي تركه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهم هو كتاب الله وليس فيه ذكر سنته (صلى الله عليه وآله وسلم) فلو كان حديث سنتي صحيحا لأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كما أخرج الحديث المشتمل على كلمة " عترتي " ومن حيث إنه أخرج هذا، وترك ذاك، مع أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في مقام بيان ما يجب التمسك به بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) لئلا يضلوا بعده. علمنا أن حديث " سنتي " كذب وانتحال لا أصل له. وأقول للدكتور البوطي: لما كان الحديثان حديث " عترتي " وحديث " كتاب الله " مرويان في أصح الكتب بعد كتاب الله عند أهل السنة بإجماعهم كان العمل بهما جميعا واجبا لا محيص عنه، لا سيما إذا علمتم أن ثبوت الشئ لا ينفي غيره، وأن التوسعة في دائرة موضوع الحكم شئ يعرفه العلماء، ولم يفت ذلك على الإمام مسلم لذا ترونه أخرجه في صحيحه، ولم يخرج حديث " سنتي " لبطلانه كما قدمنا، وحينئذ يكون الجمع بينهما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ترك فيهم كتاب الله وعترته معا.
ولو كان التمسك بهما وحدهما يغني المسلمين عن التمسك بعترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي حكم (صلى الله عليه وآله وسلم) على الأولين منهم والآخرين بوجوب التمسك بهم، وبالكتاب، لئلا يقعوا في الضلال المبين، لما وقع أكثر المسلمين في الضلال الواضح. وأضح دليل على ذلك ما وقع فيه الأئمة الأربعة من الاختلاف في حكم الكتاب والسنة في الواقعة الواحدة مع أن حكم الكتاب والسنة في الواقعة الواحدة لا يتغير ولا يتبدل، فأحد المختلفين لا شك في ضلال وخطأ لقوله تعالى: (فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون) (2) وقد نهى

(١) صحيح مسلم: ج ٤ ص ٤١ من الطبعة المتقدمة في حجة الوداع.
(2) سورة يونس: الآية 32.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة مباركة 4
2 الإهداء 5
3 آية قرآنية وحديث نبوي 6
4 المؤلف في سطور 7
5 لماذا هذا الكتاب؟ 11
6 نص فتوى شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمود شلتوت 14
7 المسائل والمطالب في هذا الكتاب 16
8 المسألة الأولى: قول الدكتور البوطي فنحن نتفق مع الشيعة في مأساة أهل البيت 19
9 المسألة الثانية: قوله: لماذا الرجوع إلى التاريخ 22
10 المسألة الثالثة: قوله: وان هنالك فئة من المسلمين لا تستطيع أن تعبر عن حبها لعلي إلا بانتقاص بقية أصحابه 28
11 الفصل الأول: رأي الشيعة في الصحابة أوسط الآراء 32
12 المسألة الرابعة: قوله: بأن هنالك مظاهر بارزة على أحقية أبي بكر (رض) بالخلافة 37
13 مناقشة الحديث الأول 38
14 مناقشة الحديث الثاني 42
15 الوجه الصحيح في صلاة الخليفة أبي بكر 45
16 تجويزكم للصلاة خلف البر والفاجر 51
17 مناقشة الحديث الثالث 53
18 المسألة الخامسة: قوله: بأن الصحابة اتفقوا على حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث! 58
19 المسألة السادسة: قوله: كان المسلمون على مستوى الشورى الحقيقية 60
20 كيف تمت هذه الشورى..؟ 61
21 الفصل الثاني: كيف نفسر معنى الفلتة..؟ 66
22 علي (عليه السلام) يرفض الحكم بسيرة الشيخين 68
23 آية الإكمال تتناقض مع الشورى 70
24 المسألة السابعة: محاولته لصرف حديث المنزلة عن مكانه بالتأويل 72
25 آراء وأحاديث 73
26 مناقشة حديث المنزلة 78
27 حديث المنزلة والشبه بين منزلة الهارونين (عليهما السلام) 82
28 المسألة الثامنة: محاولته صرف حديث الغدير عن محله بالتأويل 88
29 حديث الغدير في مصادر أهل السنة 91
30 الفصل الثالث: كلمة موجهة لكل من أراد النيل من التاريخ وقلب أحداثه التاريخية الصحيحة 100
31 المسألة التاسعة: قوله: هل أن خلافة علي منصوصا عليها بصريح القران أو بصريح السنة..؟ 103
32 دلالة القرآن بتصريح الخلافة لعلي (عليه السلام) 103
33 دلالة الحديث النبوي بتصريح الخلافة لعلي (عليه السلام) 107
34 الفصل الرابع: سكوت الإمام عن حقه وعدم محاربة الخلفاء الثلاثة 110
35 المسألة العاشرة: قوله: علي أشجع الناس فلم ترك قتال المتقدمين عليه 118
36 المسألة الحادية عشرة: قوله: وقوع علي بن أبي طالب بين نارين 122
37 المسألة الثانية عشرة: قوله: لو أن الإمام عليا كرم الله وجهه اتخذ موقفا مستقلا في عهد من هذه العهود لتركنا كل خط دون خطه المعقود أي (عهد الخلفاء الثلاثة) 127
38 احتجاج الزهراء (عليه السلام) 133
39 المسألة الثالثة عشرة: قوله: فنحن نروي من آل بيت رسول الله ونروي عن صحابة رسول الله وليس أمامنا مقياس إلا العدالة وكل الصحابة عدول 138
40 المسألة الرابعة عشرة: قوله: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا 152
41 المسألة الخامسة عشرة: قوله: بأن حديث كتاب الله وسنتي رواه البخاري ومسلم 158
42 مناقشة واستدلال في حديث كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) 163
43 المسألة السادسة عشرة: قوله: لا سيما وتوجد عندهم التقية ربما إذا ألجئ أحدهم قال شئ نعم ما عاد تقدر تناقشه وإلا يظهر شئ ثاني 168
44 المسألة السابعة عشرة: قوله: الجريمة كل الجريمة هو أن نجد من ينزل بهذا المستوى الباسق - الباسق إلى الحضيض بأكاذيبه وإجرامه القولي 177
45 متى بدأ التشيع؟ 178
46 الأدلة على تكون التشيع أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 181
47 الموقف الأول 182
48 الموقف الثاني والثالث 183
49 قوله: وإنما هنالك دلائل تلمع هنا ودلائل تلمع هناك وجمعت هذه الدلائل وقورن بعضها ببعض وكانت الحصيلة لأبي بكر (أي في مسألة الخلافة) 183
50 دراسة في الآيات والأحاديث الدالة على خلافة علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الصحاح الستة والكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة 186
51 الخاتمة 259