وقفة مع الدكتور البوطي - هشام آل قطيط - الصفحة ١٢٩
فقد ذكره البخاري في صحيحه (1) عن عروة عن أم المؤمنين عائشة.
" إن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسلت إلى الخليفة أبي بكر (رض) تسأله ميراثها من أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله تعالى عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر (رض): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث ما تركناه صدقة فأبى الخليفة أبو بكر أن يدفع لفاطمة (عليها السلام) منها شيئا فوجدت فاطمة (عليها السلام) على أبي بكر، فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد أبيها ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها ليلا. ولم يؤذن لها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي (عليه السلام) من الناس وجه حياة فاطمة (عليها السلام) ولما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس علي مصالحة أبي بكر ولم يكن يبايع تلك الأشهر " ويقول الفيروزآبادي في (القاموس) كغيره من أئمة اللغة إن كلمة (وجدت) معناها: غضبت.
وأخرج البخاري في (صحيحه) أنه قال: " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبي " (2).
وأخرج ابن حجر العسقلاني في كتابه (الإصابة) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
" يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك وأخرجه الحاكم في (مستدركه) (3).
فأقول: فلو كانت بيعة السقيفة مرضية عنده ومقبولة لديه (عليه السلام) وكانت حقه لاستحال أن يتخلف عنها من لا يفارق الحق إطلاقا وهو معه دائما وأبدا كما هو صريح الحديث فتأخر الإمام عن بيعتهم ولو أسرع إليهم ما تمت له حجة ولا سطع لشيعته برهان لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين والاحتفاظ بحقه من خلافة المسلمين هذا أولا.
ثانيا: وهناك موقف آخر رفض الإمام (عليه السلام) الحكم بسيرة الشيخين

(١) صحيح البخاري: ج ٣ ص ٣٧ باب غزوة خيبر - كتاب المغازي.
(٢) صحيح البخاري: ج ٢ ص ٢١٢ باب منقبة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
الإصابة لابن حجر العسقلاني: ج 8 ص 157، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 154 وصححه على شرط البخاري ومسلم.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة مباركة 4
2 الإهداء 5
3 آية قرآنية وحديث نبوي 6
4 المؤلف في سطور 7
5 لماذا هذا الكتاب؟ 11
6 نص فتوى شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمود شلتوت 14
7 المسائل والمطالب في هذا الكتاب 16
8 المسألة الأولى: قول الدكتور البوطي فنحن نتفق مع الشيعة في مأساة أهل البيت 19
9 المسألة الثانية: قوله: لماذا الرجوع إلى التاريخ 22
10 المسألة الثالثة: قوله: وان هنالك فئة من المسلمين لا تستطيع أن تعبر عن حبها لعلي إلا بانتقاص بقية أصحابه 28
11 الفصل الأول: رأي الشيعة في الصحابة أوسط الآراء 32
12 المسألة الرابعة: قوله: بأن هنالك مظاهر بارزة على أحقية أبي بكر (رض) بالخلافة 37
13 مناقشة الحديث الأول 38
14 مناقشة الحديث الثاني 42
15 الوجه الصحيح في صلاة الخليفة أبي بكر 45
16 تجويزكم للصلاة خلف البر والفاجر 51
17 مناقشة الحديث الثالث 53
18 المسألة الخامسة: قوله: بأن الصحابة اتفقوا على حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث! 58
19 المسألة السادسة: قوله: كان المسلمون على مستوى الشورى الحقيقية 60
20 كيف تمت هذه الشورى..؟ 61
21 الفصل الثاني: كيف نفسر معنى الفلتة..؟ 66
22 علي (عليه السلام) يرفض الحكم بسيرة الشيخين 68
23 آية الإكمال تتناقض مع الشورى 70
24 المسألة السابعة: محاولته لصرف حديث المنزلة عن مكانه بالتأويل 72
25 آراء وأحاديث 73
26 مناقشة حديث المنزلة 78
27 حديث المنزلة والشبه بين منزلة الهارونين (عليهما السلام) 82
28 المسألة الثامنة: محاولته صرف حديث الغدير عن محله بالتأويل 88
29 حديث الغدير في مصادر أهل السنة 91
30 الفصل الثالث: كلمة موجهة لكل من أراد النيل من التاريخ وقلب أحداثه التاريخية الصحيحة 100
31 المسألة التاسعة: قوله: هل أن خلافة علي منصوصا عليها بصريح القران أو بصريح السنة..؟ 103
32 دلالة القرآن بتصريح الخلافة لعلي (عليه السلام) 103
33 دلالة الحديث النبوي بتصريح الخلافة لعلي (عليه السلام) 107
34 الفصل الرابع: سكوت الإمام عن حقه وعدم محاربة الخلفاء الثلاثة 110
35 المسألة العاشرة: قوله: علي أشجع الناس فلم ترك قتال المتقدمين عليه 118
36 المسألة الحادية عشرة: قوله: وقوع علي بن أبي طالب بين نارين 122
37 المسألة الثانية عشرة: قوله: لو أن الإمام عليا كرم الله وجهه اتخذ موقفا مستقلا في عهد من هذه العهود لتركنا كل خط دون خطه المعقود أي (عهد الخلفاء الثلاثة) 127
38 احتجاج الزهراء (عليه السلام) 133
39 المسألة الثالثة عشرة: قوله: فنحن نروي من آل بيت رسول الله ونروي عن صحابة رسول الله وليس أمامنا مقياس إلا العدالة وكل الصحابة عدول 138
40 المسألة الرابعة عشرة: قوله: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا 152
41 المسألة الخامسة عشرة: قوله: بأن حديث كتاب الله وسنتي رواه البخاري ومسلم 158
42 مناقشة واستدلال في حديث كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) 163
43 المسألة السادسة عشرة: قوله: لا سيما وتوجد عندهم التقية ربما إذا ألجئ أحدهم قال شئ نعم ما عاد تقدر تناقشه وإلا يظهر شئ ثاني 168
44 المسألة السابعة عشرة: قوله: الجريمة كل الجريمة هو أن نجد من ينزل بهذا المستوى الباسق - الباسق إلى الحضيض بأكاذيبه وإجرامه القولي 177
45 متى بدأ التشيع؟ 178
46 الأدلة على تكون التشيع أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 181
47 الموقف الأول 182
48 الموقف الثاني والثالث 183
49 قوله: وإنما هنالك دلائل تلمع هنا ودلائل تلمع هناك وجمعت هذه الدلائل وقورن بعضها ببعض وكانت الحصيلة لأبي بكر (أي في مسألة الخلافة) 183
50 دراسة في الآيات والأحاديث الدالة على خلافة علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الصحاح الستة والكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة 186
51 الخاتمة 259