واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٥١
سواء في كونهما مبطلين للإمامة، فهلا منعتم من قيام الإمام المعصوم - لتقدير موته، كما منعتم من إمامة العدل لتقدير معصيته، وكذلك تقدير العمى والجذام أو نحو ذلك؟ " (1).
ومع ذلك فهنالك من الزيدية من ذهب إلى اشتراط العصمة في الإمام " كأبي العباس الحسني " (2) وهو من هو عند الزيدية!!
بل إن عبارات كبار أئمة الزيدية في صفة الإمام لتكاد توحي بأنها لا تنطبق إلا على المعصوم أو لا تنادي إلا بالمعصوم!
يقول الهادي يحيى بن الحسين (1): " وكذلك الأوصياء فلا تثبت للخلائق

١) عدة الأكياس: ٢ / ١٣٤، ١٣٥.
٢) عدة الأكياس: ٢ / ١٣٤. وأبو العباس الحسني هو: أحمد بن إبراهيم الحسني المعروف بأبي العباس (٣٥٣) وصف في كتب الزيدية ب‍ " السيد الإمام الحافظ، الحجة، شيخ الأئمة، رباني آل الرسول، وشيخ المعقول والمنقول، لم يبق شئ من فنون العلم إلا طار في أرجائه، وهو تلميذ الإمام الناصر الأطروش، وشيخ الإمامين الجليلين أبي طالب والمؤيد بالله.
قال عنه عبد الله بن حمزة: " الفقيه المناظر المحيط بألفاظ العترة أجمع غير مدافع ولا منازع، كان محل الإمامة، ومنزل الزعامة. أنظر: التحف: ١١٨، أعيان الشيعة: ٢ / ٤٦٩.
٣) الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي (٢٤٥ - ٢٩٨) أول أئمة الزيدية في اليمن، له مقام شامخ عند الزيدية لا يكاد يرقى إليه إمام - من أئمتهم - غيره، كان على ورع شديد، كتب ابن عمه علي بن محمد العباسي العلوي سيرته في مجلد ضخم طبع بتحقيق الدكتور سهيل زكار سنة ١٣٩٢ ه‍ - دار الفكر بيروت - في ٤١٨ صفحة.
عالم، فقيه، سياسي، مؤسس دولة الأئمة في اليمن، وواضع أسس الهادوية حارب القرامطة حروبا شديدة، وكان له ولفقهه شأن عظيم في تاريخ اليمن، مقامه ب‍ " صعدة " مشهور مزور. من كتبه " الأحكام في الحلال والحرام ".
أنظر: الإفادة: ١٢٨، الأعلام: ٨ / 141، الحدائق الوردية: 2 / 13، التحف:
99، الموسوعة اليمنية: 2 / 1018، تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 291 - 300 ه‍): 321.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست