واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٤٧
عصمة الرسول وأولي الأمر وأنهم لا يأمرون ولا ينهون إلا بحق " (1).
ومن السنة: قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الثقلين - أو الخليفتين -: كتاب الله وعترتي أهل بيتي "، فقد قال السيد محسن الأمين العاملي بعد ذكر هذا الحديث وغيره: " دلت هذه الأحاديث على عصمة أهل البيت من الذنوب والخطأ، لمساواتهم فيها بالقرآن الثابت عصمته في أنه أحد الثقلين المخلفين في الناس، وفي الأمر بالتمسك بهم كالتمسك بالقرآن، ولو كان الخطأ يقع منهم لما صح الأمر بالتمسك بهم الذي هو عبارة عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجة، وفي أن المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل المتمسك بالقرآن، ولو وقع منهم الذنوب أو الخطأ لكان المتمسك بهم يضل، وإن في اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن، ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتباعهم الضلال، وأنهم حبل ممدود من السماء إلى الأرض كالقرآن، وهو كناية عن أنهم واسطة بين الله تعالى وبين خلقه، وأن أقوالهم عن الله تعالى، ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك. وفي أنهم لم يفارقوا لقرآن ولن يفارقهم مدة عمر الدنيا، ولو أخطأوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم، وفي عدم جواز مفارقتهم بتقدم عليهم بجعل نفسه إماما لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم، كما لا يجوز التقدم على القرآن بالإفتاء بغير ما فيه أو التقصير عنه باتباع أقوال مخالفيه، وفي عدم جواز تعليمهم (2) ورد أقوالهم، ولو كانوا

١) إشارة إلى رواية لحديث الثقلين فيها (... ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم...) راجع تخريجه في " المراجعات " لشرف الدين ص ٣٦ طبع دار الكتاب الإسلامي أو ص ١٦ طبعة (مطبوعات النجاح بالقاهرة). وراجع تخريج حديث الثقلين في: حديث الثقلين تواتره فقهه كما في كتب السنة، الإعتصام:
١ / ١٣٢ - ١٥٢، لوامع الأنوار: ١ / ٥١، بحار الأنوار: ٢٢ / 475، 36 / 329، 45 / 313، 68 / 22، نفحات الأزهار: الجزء الأول.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست