نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٤
الإسلامية والولاء للنبوة الهاشمية بالقدر الذي لا يتعارض مع نجاح المقولة.
قريش تخطط والهاشميون يرزحون في مصابهم قريش مدركة أن النبي ميت لا محالة في مرضه هذا، وقد أخرهم النبي (ص) بذلك وهم يصدقون النبي، وهي مدركة أيضا أن ترك الأمور على طبيعتها يؤدي حتما لفوز علي بالخلافة عندئذ يقع المحظور، فيجمع الهاشميون مع الخلافة النبوة لذلك فلا غنى لها عن التحرك بالخفاء لمنع وقوع المحظور.
والهاشميون كذلك وعلي بالذات مشغولون بمصابهم، فالنبي ميت لا محالة في مرضه هذا، وهو يعاني الألم، وألمه ألمهم لأنه النبي والسيد، وهم الأتباع المخلصون، ولأنه الأخ والقريب وابن العم والحبيب فلا أخ مثله، ولا قريب يغني عنه، ولا ابن عم يتحلى بمزاياه ولا حبيب نظيرا له على الاطلاق، لذلك انصرفوا له بكليتهم وانشغلوا به عمن سواه مفترضين أن الآخرين مثلهم.
التخطيط المحكم كيف علم عمر بأن النبي سيوصي ذلك اليوم بالذات فحضر؟ ومن الذي أخبره؟
وكيف تجمع هذا الفريق الذي ما إن سمع النبي يقول: " هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " حتى سمعوا الفاروق يرد فورا على النبي موجها الكلام لمن حضر:
" إن النبي قد اشتد به الوجع وحسبنا كتاب الله "، فردد هذا الفريق فورا: القول ما قاله عمر، وزادوا: رسول الله هجر!! استفهموه إنه يهجر كما أسلفنا وأثبتنا، فقول النبي لا يمكن أن يخلق هذا النفور الفوري. والرد العمري الفوري بجملته الشهيرة " إن الوجع قد اشتد برسول الله حسبنا كتاب الله " لا يمكن أن يخلق الاقناع الفوري.
مثل هذا الاقتناع الذي حمل أصحابه على اللفظ والخلاف والتنازع في حضرة رسول الله، والأقرب إلى الذهن والمنطق والعقل أن هنالك معرفة يقينية مسبقة لدى هذا الفريق بمضمون الكتاب الذي أراد الرسول أن يكتبه، وأن هنالك نوع من الاتفاق المسبق للحيلولة بين النبي وبين كتابة هذا الكتاب، ولو أدى ذلك إلى مواجهة مع النبي نفسه، والقول بأنه يهجر أو هجر حاشا الله، والأقرب إلى التفكير أيضا بأن هنالك رابط أو اتفاق يضمن تماسك هذا الفريق ووحدته حتى بمواجهة مع النبي
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331