نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٧
حجة غيره، لأن الولي مع القرآن معه بالنص، والحق مع الولي والولي مع الحق بالنص كما أثبتنا، وإذا كانت هنالك مبارزة شريفة بين الولي وبين أي كان، فإن الولي سيفوز، لأنه المنصور بإذن الله، ولكن الولي لا يستطيع أن يخطط في الظلام ولا يمكنه التآمر، ولا يمكنه معصية الله.
المرجح الذي سيهزم الولي والخطة المثلى اهتدت قريش إلى مفصل الأمور وفيصلها اهتدت إلى الأنصار. إذا استطاعت قريش أن تضمن ولاء الأنصار لموقفها فقد حققت النصر الساحق وتحقيق هدفها، الأعظم بمنع الهاشميين من أن يجمعوا مع الخلافة النبوة، ومنع الولي من أن يكون هو الخليفة، لأنه إذا تولى علي الخلافة فسوف يقترح الحسن ليخلفه من بعده، فالإمام الحسن إمام مسمى من قبل الله وقبل رسوله، ومن له مكانة ابن بنت رسول الله حتى يعترض يوم تسميته، وبالتالي سيكون الخليفة من بعد أبيه، فإذا تولى الحسن الإمامة فسيقترح الحسين إماما من بعده، وليس بإمكان أحد أن يعترض عليه... الخ وهكذا تبقى الأمور بيد أبناء النبي الهاشميين ويجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة، فيكون فوزهم على البطون ساحقا.
ووسيلة منع ذلك كله تكمن في المرجع وفي انعدام تكافؤ الفرص، وفي السرعة والحزم:
1 - المرجع الأعظم واقعيا هم الأنصار، فإذا وقفت الأنصار مع علي فقد هزمت قريش وفق موازينها ووقع المحظور، فجمع الهاشميون الخلافة والنبوة، وإذا وقفت الأنصار مع قريش ومع هدفها هذا فإن هزيمة الهاشميين وهزيمة الولي مؤكدة وفق هذه الموازين.
وإذا أمكن تحييد الأنصار فلا يقفوا مع الولي فإن هذا إنجاز، وإمكانية تحقيق هدف قريش واردة بكل الموازين الموضوعية.
2 - النقطة الثانية انعدام تكافؤ الفرص، فإذا وقف الولي على قدم المساواة مع قريش ومع أي زعيم من زعمائها، في فرصة متكافئة، فإن الولي سيغلب وسيقيم الحجة الشرعية على قريش مجتمعة وعلى أي زعيم من زعمائها والمهم بهذه الحالة أن
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331