نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٩٨
بعلي وبشيعته وتراكمت هذه المعارضة مع تركات الماضي بين الهاشميين والأمويين، وما زالت تكبر وتكبر حتى حدثت المواجهة المسلحة بين الأمويين برئاسة معاوية والي الشام وبين الأمة برئاسة إمامها ووليها علي، وانتصرت القوة على الشرعية وتوج معاوية ملكا حقيقيا على الأمة، وسمي العام بعام الجماعة.
وبدأ عهد جديد لمطاردة آل محمد ملئ بالدمع والدم، فأبيدوا إلا من كتبت له الحياة، وفرضت مسبتهم وشتمهم في الأمصار، ورددت الأمة المسبات والشتائم وراء الحكام. وطوردت شيعة آل محمد، ولم يجيزوا لأحد من أهل البيت أو لأحد من شيعتهم شهادة، ومحوا من الديوان كل من يظهر حبه لعلي وأولاده وأسقطوا عطاءهم ورزقهم " (1).
الاستيلاء على السلطة 1 - استذكار وربط الأحداث قال النبي (ص) كما أسلفنا: " هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " ولما أتم النبي هذه الجملة قال الفاروق موجها كلامه لمن حضر: " إن النبي قد اشتد به الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله " وعلى الفور انقسم الحاضرون إلى قسمين:
القسم الأول يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله، والقسم الآخر يقول ما قاله عمر، فأكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، حتى بلغ الأمر بالقسم الذي أيد عمر أن قالوا:
" حاشا للرسول، هجر رسول الله " إن " رسول الله يهجر " ورسول الله يسمع ويرى، عندئذ قال رسول الله: " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه " (2).

(١) راجع تاريخ ابن عساكر ج ٣ ص ٤٠٧ وراجع معاوية في الميزان للعقاد ص ١٦، وراجع شيخ المضيرة للشيخ محمود أبو رية ص ١٨٠.
(٢) نحن أهل السنة نعتبر صحيحي البخاري ومسلم من أصح كتب الحديث على الاطلاق وقد روى البخاري تلك الحادثة الأليمة بست روايات ولها كلها نفس المضمون ورواها مسلم أيضا، وراجع إن شئت صحيح البخاري ج ٧ ص ٩، وصحيح مسلم ج ٥ ص ٧٥ و ج ١١ ص ٩٥ بشرح النووي و ج ٤ ص ٨٥ صحيح البخاري وصحيح مسلم ج ٥ ص ٧٥ و ج 11 ص 89 - 94 بشرح النووي.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331