نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٦٣
وهؤلاء الأئمة اثنا عشر (1) وهؤلاء هم الأئمة الأطهار وليسوا الحكام، لأن الحكام من قريش بالمئات وليسوا اثني عشر فقط (2).
الحكمة من حصر الإمامة بأولاد محمد لأن الله طهرهم وأعدهم لذلك فلا خطر على الأمة منهم، ولقطع دابر التنافس والخلاف على منصب الإمامة إذ بغيرهم يتحول الملك لمن غلب، فيحكم أمة محمد الغالب بغض النظر عن دينه وعلمه وأمانته، فإذا كان منصب الإمام محصور بعمادة أهل البيت تطيب نفوس الجميع لأن حاكمهم هو ابن النبي (ص)، فيعم الاستقرار وتهنأ النفوس وتهدأ الأطماع.
دور الأمة بتعيين الإمام.
الأمة المؤمنة الجادة الصادقة الواعية تبحث عن الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها، لأن هذه العقيدة هي المنظومة الحقوقية الإلهية، وهي بمثابة القانون النافذ والمسؤول الأول عن تطبيق هذا القانون هو الإمام، فإذا لم يكن الإمام هو الأعلم والأفهم فيقع المحظور.
والأمة من جهة ثانية تبحث عن أفضل أفرادها لأن من مصلحة الجميع ومن بواعث فخر الجميع أن يحكم الأفضل، والأمة العاقلة المؤمنة الواعية تبحث عن الأنسب ليقودها على درب الله ولا يستطيع أي فرد من أفرادها، ولا أي جماعة من جماعاتها ولا هي مجتمعة أن تعرف على سبيل الجزم واليقين من هو الأعلم والأفهم والأفضل والأنسب.
إن يعرف ذلك على وجه الجزم واليقين هو الله سبحانه وتعالى، لذلك رحمة بعباده المؤمنين يتلطف فيخبرهم على وجه الجزم واليقين أن هذا هو صاحبكم الذي تبحثون عنه وهو المؤهل لقيادتكم وقيادة مسيرة الإيمان في العالم.

(١) راجع كنز العمال ج ١٢ ص ٢٤ وقد نقله عن البخاري ومسلم.
(2) ويمكن لمن أراد معرفة أسماء حكام قريش وعددهم أن يراجع مروج الذهب للمسعودي.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 269 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331