نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٩
يتعرض الراعي عندما يترك غنمه أو إبله. وعائشة أم المؤمنين امرأة أدركت ذلك وقد بينت ذلك في باب المرجعية ووثقته.
لهف نفسي على الإسلام فكيف يدرك كل هؤلاء الناس هذه الناحية ولا يدركها رسول الله؟!
كيف يؤتمن كل حاكم على تعيين من يليه ولا يؤتمن رسول الله؟!
كان أمام الذين أعماهم التقليد واحد من طريقين: إما دين محمد كما بينه للناس، وإما الدين كما فهمه الحكام، فاختاروا دين الحكام لأنهم مع من غلب:
" نحن مع من غلب ". تلك مقولة عبد الله بن عمر التي تحولت إلى نص شرعي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فمن يعينه الحاكم من بعده سيحكم ومن يغلب كائنا من كان يحكم أمة محمد!! ولله عاقبة الأمور.
الترتيب الإلهي لانتقال منصب الإمام بعد وفاة الولي الله أنزل القرآن كرسالة وعقيدة إلهية إلى بني البشر، وكضرورة من ضرورات بيان وتوضيح هذه العقيدة أنزل هذا القرآن على محمد (ص) بالذات لأنه المعد من قبل الله ليكون الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها، تلك العقيدة التي هي بمثابة المجموعة القانونية النافذة. ولأنه هو الأفضل من بين أتباع هذه العقيدة ولأنه من جهة ثالثة هو الأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع في الحال والمال. ومن هنا فقد كان النبي هو مرشد الدعوة وعندما تمخضت الدعوة عن دولة ترأس محمد الدعوة بنفسه. وسيرة محمد سنة وجزء من العقيدة سواء قوله أو فعله أو تقريره ولا أحد في الدنيا كلها ينوب عن محمد بهذه المهمة ولا أحد يغني عنه أو يسد مسده أثناء حياته المباركة. محمد كمرشد للدعوة، وكقائد للدولة هو مركز الدائرة وقائد الأمة ومرجعها في كافة الشؤون الدينية والدنيوية.
من هو صاحب الإختصاص بتعيين النبي الإمام؟
إن صاحب الإختصاص بتعيين الإمام هو الله سبحانه وتعالى لأن أول ولي وإمام ورئيس للدولة الإسلامية هو محمد (صلى الله عليه وآله) وقد عينه الله في هذا المنصب، لأنه هو الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها، والأفضل بين أتباعها،
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331