نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٩٦
يجمع الأمة تحت إمرته بالقوة. وبغياب الفارس الغالب ركبت كل مجموعة من الناس رأسها، وكونت ولاية وضعية ومرجعية خاصة بها.
ب - البيان الإلهي للمرجعية الله تبارك وتعالى هو الذي أنزل القرآن كرسالة إلهية لبني البشر، وكعقيدة إلهية تقدم لهم تصورا يقينيا لحركة كل شئ وتنظم أمور دينهم ودنياهم في الحياة الدنيا، وتستكشف لهم المعالم الأساسية للحياة الآخرة، وتربط الحياتين برباط عضوي محكم، وكضرورة من ضرورات الكتاب أنزله على عبده محمد ليبينه للناس بيانا نظريا وعمليا على صعيدي الدعوة والدولة معا، فقاد النبي الدعوة بنفسه وترأس الدولة بنفسه عندما تمخضت الدعوة عن دولة وخلال مرحلتي الدعوة والدولة بين العقيدة بيانا كاملا، وبينت العقيدة كل شئ للذين تلقوا الذكر. فمحمد هو المرجع ببيان العقيدة لأنه الأعلم بها والأفهم لأحكامها والأفضل بين أتباعها والأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع وتطبيق أحكام العقيدة عليهم. فلا أحد في الدنيا ينوب عن محمد بهذه المهمة، ولا أحد يغني ويسد مسده أثناء حياته المباركة، وصاحب الإختصاص بانتداب محمد لهذه المهمة هو الله، لأنه لا أحد يعرف على وجه الجزم واليقين الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها والأفضل بين أتباعها والأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع وتطبيق أحكام العقيدة عليهم إلا الله، لذلك حصر بنفسه حق اختيار هذا المرجع والولي، وطرحه أمام البشر وشهد له بأنه الأعلم والأفهم والأفضل والأنسب، وخوله صلاحية بيان العقيدة للناس، وصلاحية المرجعية وصلاحية الجمع بين الولاية على الأتباع والمرجعية في الدين والحكم بين الناس على ضوء أحكام هذا الدين.
فإذا قبلت الأمة المرجعية والولاية التي طرحها الله " قدمها " لهم وبايعت بالرضا يصبح المرجع والولي هو محمد.
ولأن الدعوة مستمرة إلى يوم الدين والدولة المؤمنة تدعم دعوة الإيمان ولأن الغاية هداية البشرية كلها ولأن محمد بشر، وميت لا محالة، ولأن الله وحده هو الذي يعلم على وجه الجزم واليقين من هو من أتباع محمد الأعلم والأفهم بالعقيدة والأفضل بين الأتباع في ذلك الزمان والأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع، فإنه أيضا قد
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331