معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٣٠٤
أيديهم. أما رأس الحسين عليه السلام، فهي أول رأس رفع على خشبة (1).
ودخل الموكب إلى قصر الإمارة. فقام عبيد الله بن زياد، ونودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس في المسجد، فصعد المنبر ابن زياد فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق ونصر أهله ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية، وحزبه وقتل الكذاب بن الكذاب، الحسين بن علي وشيعته. فلم يفرغ ابن زياد من مقالته، حتى وثب عليه عبد الله بن عفيف، وكان من شيعة علي عليه السلام، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي، فلما كان يوم صفين، ضرب على رأسه ضربة، وأخرى على حاجبه، فذهبت عينه الأخرى، فكان لا يفارق المسجد يصلى فيه إلى الليل، فلما سمع مقالة ابن زياد قال: يا ابن مرجانة إن الكذاب ابن الكذاب، أنت وأبوك، والذي ولاك وأبوه، يا ابن مرجانة أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين! فقال ابن زياد علي به. فوثب عليه الجلاوزة فأخذوه، ثم أمر بقتله، وأمر بصلبه في السبخة، فصلب (2).
وفي القصر جلس ابن زياد للناس، وجاءت الوفود فأدخلهم. يقول حميد بن مسلم: وأذن للناس، فدخلت معهم، فإذا رأس الحسين موضوع بين يديه، وإذا هو ينكث بقضيب بين ثنيتيه. فما رآه زيد بن أرقم، لا ينجم عن نكته بالقضيب قال له: أعل بهذا القضيب، عن هاتين الثنيتين، فوالذي لا إله غيره، لقد رأيت شفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، على هاتين الشفتين يقبلهما، ثم بكى زيد. فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت، وذهب عقلك لضربت عنقك. فنهض فخرج. فلما خرج قال الناس: والله لقد قال زيد بن أرقم قولا لو سمعه ابن زياد لقتله.
فقلت: ما قال. قالوا: مر بنا وهو يقول: ملك عبد عبدا، فاتخذهم تلدا، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم، ويستعبد شراركم، فرضيتم بالذل فبعدا لمن رضي

(١) البداية ١٩٣ / ٥٨، الطبري ٢٢٣ / ٦.
(٢) الطبري ٢٦٤ / ٦، البداية والنهاية 191 / 8.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459