معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٧٦
الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت (1) وعلى أن تكون الخلافة للحسن من بعده. وعندما وصلت الرسالة، قام الحسن خطيبا وقال: إن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة. فإن أردتم الموت رددناه عليه، وحاكمناه إلى الله عز وجل بظبأ السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا، فناداه الناس من كل جانب: البقية البقية وإمضاء الصلح (2).
وهنا قال الحسن رضي الله عنه كلمته المشهورة: يا أهل العراق إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث قتلكم أبي، وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي (3). فالذين تخاذلوا عن الإمام علي وقتلوه، لا بد لهم من عقاب في بطن الغيب. فلما جاء الحسن آخذا بأسباب النجاة، لم يتركوه وإنما طعنوه وسرقوا متاعه، فأي جنود هؤلاء الذين احترفوا ظلم أئمتهم؟ ثم إذا كانوا قد سرقوا متاعا بدراهم معدودة، فكيف يكون الحال إذا وضع الذهب في طريقهم وأذن لهم أن يأخذوه نظير خدمة ما يقدمونها إلى جهاز ما.
وبدأ الحسن يتركهم وما يريدون، فلقد اشترط عليهم عند البيعة أن يسمعوا، وأن يطيعوا وأن يحاربوا من حارب ويسالموا من سالم. ولكنهم لم يسمعوا ولم يطيعوا وسالموا من حارب من قبل أن تبدأ الحرب، وروي أن الحسن رضي الله عنه كتب شروطا كثيرة على الصحيفة البيضاء المختوم على أسفلها، وهذه الشروط حجة بذاتها على أصحاب المقاعد الأولى، حتى لا يكون لهم على الله حجة. وبعث الحسن إلى معاوية يطلب الصلح، وكتب إلى قيس بن سعد وكان على مقدمته في اثني عشر ألفا، يأمره بالدخول في طاعة معاوية، فقام قيس في الناس فقال: يا أيها الناس اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة أو القتال مع غير إمام. قالوا: لا بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلالة، فبايعوا لمعاوية، وانصرف عنهم قيس بن

(١) الطبري ٩٣ / ٦.
(٢) الانحرافات الكبرى / للمؤلف ص 478.
(3) الطبري 92 / 6.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459