معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١١
لأنه عندهم من الذين اشتركوا في دم عثمان. وروى اليعقوبي أنهم بعد استيلائهم على البصرة. انتهبوا بيت المال وأخذوا ما فيه. فلما حضر وقت الصلاة تنازع طلحة والزبير وجذب كل منهما صاحبه حتى فات وقت الصلاة. وصاح الناس:
الصلاة الصلاة يا أصحاب محمد، فقالت أم المؤمنين رضي الله عنها: يصلي محمد بن طلحة يوما وعبد الله بن الزبير يوما. وروى ابن الأثير: لما بايع أهل البصرة طلحة والزبير قال الزبير: أريد ألف فارس أسير بهم إلى علي بن أبي طالب أقتله بياتا أو صباحا قبل أن يصل إلينا. فلم يجبه أحد. فقال: إن هذه للفتنة التي كنا نحدث عنها. فقال له مولاه: أتسميها فتنة وتقاتل فيها؟ قال:
ويلك إنا نبصر ولا تبصر. ما كان أمر قط إلا وأنا أعلم موضع قدمي فيه. غير هذا الأمر. فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر " " (1)، وعندما لم يجب الزبير أحد. قال طلحة والزبير: إن قدم علينا علي ونحن على هذا الحال من القلة والضعف ليأخذن بأعناقنا. فأجمعا على مراسلة القبائل واستمالة العرب، فبايعهم.
على ذلك الأزد وضبة وقيس غيلان.
وبعث طلحة والزبير إلى أهل الشام بما صنعوا وصاروا إليه وقالا: " وإنا نناشدكم الله في أنفسكم. ألا نهضتم بمثل ما نهضنا به " (2)، وكتبت أم المؤمنين إلى أهل الكوفة بما كان منهم وأمرتهم أن يثبطوا الناس عن علي بن أبي طالب وتحثهم على طلب قتلة عثمان وكتبت إلى أهل اليمامة وإلى أهل المدينة بما كان منهم أيضا وسيرت الكتب (3) وروى ابن الأثير أن أم المؤمنين بعثت إلى أبي موسى الأشعري بكتاب تأمره فيه بملازمة بيته أو نصرتها (4). وكانت سيرة أبي موسى بعد ذلك هي نصره أم المؤمنين على امتداد الطريق. وكتبت عائشة إلى زيد بن صوحان (5) تقول له: " من عائشة ابنة أبي

(1) الكامل 113 / 3، الطبري 183 / 5.
(2) الطبري 181 / 5، الكامل 112 / 3.
(3) الكامل 112 / 3.
(4) الكامل 117 / 3.
(5) كان من الذين سيرهم عثمان وقال النبي فيه: زيد وما زيد وأخبر بأنه في الجنة.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459