مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٦
وأحفاده الأئمة من بعده، وأنهم قد غصبوا هذا الحق ظلما ". ثم إن هذه الشيعة تزيد ولا تنقص. لقد شعر الحكام بخطورة هذه الحركة على نظم حكمهم وعلى الصيغة الجديدة التي طرحوها للإسلام. وشعرت الشيع الإسلامية جميعها بهذه الخطورة واستاء العامة فالشيعة يخطئون صراحة، أو ضمنا " أعدادا " كبيرة من الصحابة، ويقولون بكل صراحة إن عليا " بن أبي طالب كان أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر وعثمان، لهؤلاء الثلاثة في نفوس المسلمين مرتبة من القداسة والتقديس تفوق التصور. فشعرت العامة أن شيعة أهل بيت النبوة تهز عقيدتهم بقداسة هؤلاء الثلاثة، ما أثار سخطها وشعورها البالغ بالاستياء، لأن هؤلاء الثلاثة فوق الشبهات فهم أعمدة الحكم التاريخي من بعد النبي، وعصورهم هي العصور الذهبية في الإسلام. والتشكيك بنزاهتهم تشكيك بالدين نفسه، وهدم العصور الذهبية! ومن جهة ثانية، فإن هؤلاء الثلاثة، كما ترى الشيع، أجل وأرفع من أن يعرفوا حق علي والأئمة من أهل بيت النبوة بالإمامة والولاية ثم يغصبوه منهم. ورسخ هذه العقيدة وزاد من خطورتها أن الأمويين الذين طبعوا الدولة الإسلامية التاريخية بطابع المؤسسية والاستقرار التنظيمي وبخاصة معاوية بن أبي سفيان موتورون وحاقدون على آل محمد بعامة وعلى علي بن أبي طالب وذريته بخاصة، فقد قتل علي حنظلة شقيق معاوية واشترك مع الحمزة في مقتل عتبة جد معاوية، والوليد ابن خاله وشيبة شقيق جده وتسعة من شيوخ بني أمية، ومعاوية والأمويون بشر، وتلفظهم بالشهادتين لا يخرج الحقد من قلوبهم وعندما ملك معاوية زمام الأمور، ودانت له البلاد الإسلامية بالطاعة رغبة أو رهبة استغل خليفة العامة وسخر جميع موارد دولته وإعلامها لتثبيت قواعد الملك الأموي، وتقليم أظافر أهل بيت النبوة والتنكيل بهم وبشيعتهم، ليكونوا مجرد رعايا منبوذين لا معين لهم ولا ناصر، فيقضي على أية مخاطر محتملة منهم على ملكه بخاصة وعلى ملك الأمويين بعامة. فما أن استقر عرش معاوية حتى أصدر سلسة من (المراسيم الملكية)، وطلب من جميع عماله في أرجاء الدولة أن ينفذوها بدقة بالغة، وأن يأخذوا الناس بها. ومن أهم هذه (المراسيم).
1 - (برئت الذمة ممن روى شيئا " من فضل أبي تراب وأهل البيت).
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257