مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٥
أن الرسول الله ربط ولاية علي بولايته، وربط ولايته بولاية الله فمن يوالي عليا " بعد وفاة النبي فقد والى النبي، ومن والى النبي فقد والى الله. ومن رفض ولاية علي، فقد رفض ولاية رسول الله، من رفض ولاية رسول الله فهو كافر كائنا " من كان.
كذلك ربط الولاء للثقلين معا "، فالقرآن ثقل وأهل بيت النبوة ثقل آخر، فالتمسك بالقرآن وحده لا يكفي، فالقرآن له وجوه متعددة، وأئمة أهل بيت النبوة هم وحدهم الذي يعلمون علم اليقين الوجه المطلوب. ومن جهة ثانية، فإن القرآن شريعة وأهل البيت قيادة وعلم ونقطة تجمع للشيعة المؤمنة، والقيادة لا تغني عن الشريعة، والشريعة لا تغني عن القيادة، فأحدهما يكمل الآخر.
تجذير حديث الثقلين:
دين الإسلام كله يقوم على ثقلين: الأول رسول الله والثاني كتاب الله.
فليس مسلما " من يؤمن بالرسول ولا يؤمن بالقرآن، وليس مسلما " من يؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالرسول فحتى يستقيم إسلام أي شخص مسلم وإيمانه يتوجب عليه أن يؤمن بالاثنين معا "، أي بالقرآن الكريم شريعة أو قانونا " نافذا "، وبمحمد رسولا " ومبلغا " لهذه الشريعة وإماما " ووليا " وقائدا " له ولجميع المسلمين، فإن لم يؤمن بذلك فإنه ليس مسلما ". فلو قال أحد المسلمين إنه مؤمن بالقرآن، ولكنه لا يؤمن بمحمد فهو كافر، ولو قال أنه مؤمن بمحمد ولكنه لا يؤمن بأن القرآن من عند الله فهو كافر بلا خلاف ولو قال إنه مؤمن بالقرآن، ومؤمن بمحمد رسولا "، ولكنه لا يقبل أن يكون محمد أمامه وقائده ووليه، وهو يفضل ولاية أبي بكر أو عمر أو عثمان أو أبي سفيان على ولاية الرسول فهو كافر أيضا ". فالإسلام الحقيقي يقوم على ركنين:
الركن الشخصي المتمثل بالقيادة أو الإمامة أو الولاية، ويمثلها الرسول حال حياته والقائم الشرعي مقامه بعد وفاته. ومبدأ الثقلين مبدأ عام يشكل امتدادا " لمبدأ الرسالة. فكل رسول من الرسل كان في زمانه ثقلا "، وشكلت التعليمات الإلهية الثقل الآخر، وأتباعه المخلصون هم الشيعة المؤمنة. وقد اكتسبوا صفة الشيعة المؤمنة لأنهم آمنوا بالثقلين (أي رسول ذلك الزمان والتعليمات الإلهية) والإسلام الذي جاء به رسول الله محمد يقوم على ثقلين أيضا ": الثقل الشخصي المتمثل برسول الله والثقل التشريعي المتمثل بالتعليمات الإلهية أي القرآن الكريم. وفي كل
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257