مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٢
كما روى ذلك ابن حنبل وابن حيان في صحيحه والحاكم (1). والأهم من ذلك أن رسول الله كشف الانقلابيين وسمى قادة الفتن من بعد وفاته وحتى قيام الساعة، كما روى حذيفة برواية ابن أبي شيبة وأبي نعيم (2). وأعلن النبي أنه في حالة نجاح المؤامرة فإن النفاق سيظهر، وترتفع الأمانة وتقبض الرحمة، ويتهم الأمين، ويؤتمن غير الأمين (3). وسيبتلى المؤمنون حتى أن المؤمن لا يستطيع أن يصلي إلا سرا " (4).
ومع هذا فإذا صلى المؤمن وحده يصلي وهو خائف (5) وأن الإسلام سيعود غريبا " (6).
وسيكون هنا لك كفر بعد إيمان (7). وإذا نجحت المؤامرة فإن قيادة الأمة ستؤول إلى أشد الناس بغضا " لمحمد وآل محمد (8) وأنهم سيفتكون بآل محمد فتكا " ذريعا ".
وبالإيجاز، فإن الرسول الله لم يترك أمرا " سيفعله المتآمرون، إن نجحوا في مؤامرتهم، إلا وبينة وكشفه للأمة. لقد استبق رسول الله الأفعال قبل وقوعها وحذر الأمة منها، لقد تركهم على المحجة البيضاء، وهذا أقصى ما يستطيع الوالد أن يفعله لأولاده والولي لمواليه والقائد لأتباعه. إنه يكشف لهم بدقة المناطق الملغومة، ويقسم لهم بأغلظ الأيمان أنه قد حدد المنطقة الملغومة وشاهد بأم عينيه كافة الألغام، وأنه مشفق وحريص ومحب لذلك كله حذرهم، ولكن ليس بوسعه إجبارهم على تجنب المنطقة الملغومة أو على الابتعاد عن تلك الألغام. لأنه لا يستطيع ذلك، فضلا " عن أنه لن يكون موجودا " معهم. ولأن الأحداث لم تقع، كان عسيرا " على الناس أن يستوعبوا تحذيرات الرسول. وعلى أي حال، لقد بين الرسول أن نجاح المتآمرون سيكون بمثابة طوفان حقيقي يجتاح المجتمع

(١) راجع: كنز العمال، ١ / ٢٣٨.
(٢) راجع كنز العمال، ١١ / ٢١٦ ومعالم الفتن، ١ / ٤٠٦.
(٣) رواه الحاكم والطبراني والبيهقي، راجع كنز العمال، ١١ / ١٢٧ - ١٢٨، ومعالم الفتن، ١ / ٤٠٨.
(٤) راجع: صحيح مسلم، ٢ / ٢٧٩.
(٥) راجع: صحيح البخاري، ٢ / ١٨٠.
(٦) رواه مسلم وابن ماجة والطبراني، راجع: كنز العمال، ٢ / ١٧٧، ومعالم الفتن ١ / 470.
(7) راجع: صحيح البخاري، 4 / 230.
(8) رواه الحاكم، وأبو نعيم، راجع: كنز العمال، 11 / 169.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257