مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٤
هنا لم يكن مشروعا " تولي أهل بيت النبوة وموالاتهم، واعتبر بعض الخلفاء هذا التولي والموالاة جريمة من جرائم الخيانة العظمى يعاقب مرتكبها بالموت حتى ولو كان صحابيا "، فهذا حجر بن عدي وجماعته من كبار الصحابة، وهذا عمرو بن الحمق من شيوخ الصحابة، ومع هذا قتلهم الخليفة معاوية بتهمة موالاة أهل بيت النبوة! حتى أن حب أهل بيت النبوة كان من جرائم الخيانة العظمى، يعاقب مرتكبها بالموت، وهدم الدار وشطب الاسم من ديوان العطاء والأرزاق، تجريده من حقوقه المدنية! بحيث لا تقبل شهادة أبدا " (1). وذلك في الوقت الذي كان يتمتع فيه موالي الخليفة ومحبيه بكل أنواع الحرية والنعيم! ففكرة عدالة الصحابة كانت ستارا " لإكفاء إناء أهل بيت النبوة، وللقضاء على منزلتهم الدينية، ولتمييع مرجعيتهم، وتجييرها للخليفة الغالب ولتوطيد سلطانه. ألم تر أن عليا " بن أبي طالب كان صحابيا "، ومع هذا كانت لعنته واجبا " دينيا " فرضه الخليفة على كل أفراد رعيته وجماعاتها! ثم قتل الصحابي علي! ألم يكن حجر بن عدي صحابيا " ومن أجلاء الصحابة؟! ألم يكن أصحابه كذلك؟! ألم يكن عمرو بن الحمق صحابيا "؟
لقد كانوا، ولكنهم قتلوا بجرم عدم موالاة الخليفة وموالاة آل محمد!
فمن لا يوالي الخليفة الغالب - أيا " كان - (ليس له بر يقيه ولا بحر) ومصيره الموت حتى لو التجأ إلى الكعبة! ألم يهدم الخليفة يزيد بن معاوية الكعبة على رؤوس معارضيه الذين احتموا بها؟! ألم يهدم عبد الملك بن مروان الكعبة، أيضا "، على رؤوس الذين عارضوه واستجاروا بها؟! ألم يربط مسلم بن عقبة خيله في مسجد الرسول نفسه!؟ ألم يستبح مدينة الرسول ثلاثا "، ويولد جيشه ألف عذراء من غير زواج؟! ألم يختم أعناق الصحابة، ويأخذ منهم البيعة على أنهم خول وعبيد لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية؟! وهذا معنى أن الولاء للخليفة وعدم الولاء لغيره - أهل البيت أو سواهم - يشكل القاعدة الحاكمة بجميع القواعد النافذة في مجتمع دولة الخلافة. وأي مكانة مقدسة لا تنجي أيا " كان، فلا شئ يمنع من سم الحسن سبط الرسول ومن قتل الحسين سبط الرسول، ومن قتل أبناء الرسول وأحفاده،

(1) وقد وثقنا ذلك في كتابنا المواجهة.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257