مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٣
الإمام أحمد خمسة: الأول النص، والثاني فتوى الصحابة، وأن الأحناف قد ذهبوا إلى تخصيص كتاب الله بعمل الصحابي لأن عمل الصحابي كقوله) (1).
عدالة الصحابة وقداستهم وطهارة أهل بيت النبوة تعتقد شيعة الخلفاء أن كل من شاهد الرسول أو سمع منه أو جالسه عادل وصادق، ومن المستحيل أن يكذب أو يعصي أو يخطئ. قال ابن حجر العسقلاني، في ترجمة مروان: (إذا ثبتت صحبته لم يؤثر الطعن فيه). فكل طعن بأي صحابي على الإطلاق مردود لأنه محصن إلهيا " ضد الطعن، ومن يطعن بأي صحابي لا يجوز للمسلمين مؤاكلته أو مشاربته، ولا يجوز لهم أن يدفنوه في مقابر المسلمين (2)! ومع أن أهل بيت النبوة صحابة، بالمعنى الذي يقصده الخلفاء وشيعتهم، فإنه، من الناحية العملية، لم تكن لصحبتهم قيمة تذكر. ولم تكن لرواياتهم قيمة خاصة تصل إلى مستوى قيمة روايات بقية الصحابة! إلا إذا كانت هذه الروايات تدعم هذا الخليفة أو ذاك، أو تسوغ بعض أعماله! حتى أن بعض الخلفاء لم يجدوا حرجا " ولا غضاضة في أن يفرضوا على الرعية مسبة عميد أهل بيت النبوة علي بن أبي طالب وتكذيبه ولعنه مع أنه - على الأقل - صحابي! ورأت الأكثرية الساحقة من الرعية أن من واجبها تنفيذ أمر الخليفة، وبالفعل لعنت الإمام علي بالعشي والإبكار، وبقيت ملتزمة بذلك حتى أمر عمر بن عبد العزيز بوقف ذلك. فباركت الرعية هذا القرار وعدته في غاية الحكمة!
موالاة الخلفاء وموالاة أهل بيت النبوة صارت موالاة الخلفاء وأعوانهم واجبا " مفروضا " على كل مسلم بحكم الدين، وذلك لأن الخليفة هو ولي الأمر واقعيا "، ولا ينبغي أن يعلو على صوته صوت، أو أن يعكر الولاء له معكر! فكل الولاءات يتوجب أن تصب بالولاء للخليفة وأعوانه، وأن تمر من خلاله! وهذه القاعدة حاكمة على كل القواعد! ومن

(١) راجع المدخل إلى علم أصول الفقه للدواليبي.
(٢) وقد عالجنا ذلك بتوسع في كتابنا نظرية عدالة الصحابة فارجع إليه إن شئت.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257