على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ١٣٠
الاجتهاد في قمع أحرار هذه الأمة فهذا هو الباب الوحيد للاجتهاد الذي ظل مفتوحا بعد ما تم تعليب الدين في قوالب جامدة من صنعهم ومن صنع أشياعهم. وزادوا الأتون من بعدهم أنهم فتحوا أبواب الاستيراد لأساليب القمع ووسائله ولم يكتفوا بالاجتهاد المحلي فسحقا لهؤلاء وهؤلاء. نعم إذا كان أئمة أهل البيت بحق هم أئمة الهدى فقد كان بنو أمية من دون شك هم أئمة الضلالة وصدق تعالى (وجعلنا هم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) (القصص / 41).
فاض النبع الحسيني يعطي آخر ما عنده، في حياة، فخطبهم في يوم الفاجعة عدة خطب فقال " الحمد الله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفا بأهلها حالا بهد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الحياة الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، فأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمة وجنبكم رحمة، فنعم الرب رينا وبئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم إنكم زحفتم إل ذرية تريدون قتلها، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم وما تريدون، إنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعد للقوم الظالمين ".
كان الحسين عليه السلام يحاول تحرير هذه العقول من ذل العبودية لغير الله، ولكن هيهات (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين) (آل عمران / 86). كان القوم يصرون على التشويش على أبي
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147