على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ١٢٩
ذلك المسلك الغريب لبني أمية في مواجهة الحسين. حصار لرجل في مكانة الحسين، ومنزلة لمجرد اتخاذ موقف معارض لبيعة يزيد، مع ملاحظة أن مسلسل السلوك الأموي كان غير مسبوق في تاريخ العرب والمسلمين، فلم يكن للإسلام ولا للعرب دولة قبل ظهور الإسلام وحينما جاء محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام وبعد ثلاثة وعشرين عاما من المقاومة المشركة بقيادة بني أمية وكهفهم أبي سفيان، صار للمسلمين دولة عاصمتها المدينة وإحدى ولاياتها دمشق، ولولا ذلك لما كان لأحد من بني أمية ذكر، وذلك ما قالة الحسين عليه السلام لمعاوية: " ولولا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم لكان أفضل شرفك رحلة الشتاء والصيف "، والعجيب أن بني أمية صار لهم نصيب في هذه الدولة التي حاربوها منذ الميلاد. ثم تدهورت الأمور ليصبحوا حكاما لدولة لم يوفروا جهدا في حرب مؤسسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا من أشد العجب، وصاروا يؤسسون مسلكا وسننا لهم فهم أول من قتل الناس عقابا لهم على إبداء الرأي (حجر بن عدي) وأصحابه وهذه سابقة تاريخية لم يعرفها عرب الجاهلية، وهم أول من طاف برؤوس المعارضين السياسيين في نواحي البلدان (عمرو بن الحمق الخزاعي) وهذه سابقة تاريخية أخرى.
ثم ها هم يعاقبون الحسين عليه السلام، سبط النبي، عقابا مخترعا يؤسسون به لكل فرعون يأتي من بعدهم، فهم يحرمونه من شرب الماء، ثم ها هو ابن زياد يأمر بأن تطأ الخيل صدر الحسين وظهره، ثم هم بعد انتهاء الفاجعة يطوفون برؤوس الشهداء من بلد إلى بلد، ويطوفون ببنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا، ولا أعتقد أنهم أغلقوا باب
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147