دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٢٧
جاء الرسل بعقيدة واحدة..
لكنهم جاؤوا بشرائع مختلفة..
وانحصرت مهمة التبليغ في دائرة العقيدة..
وانحصرت مهمة التبيين في محيط الشرائع..
هذه هي مهمة الرسل. وهذه هي حقيقة الرسالة..
والرسل لم يكن لهم علم مسبق بالشرائع وإنما كان لديهم علم بالوحدانية..
ومن خلال هذا التصور يمكن القول إن الرسل ليس لديهم صلاحيات الاجتهاد أو الإضافة على الأحكام التي يوحى بها إليهم..
وكيف يمكنهم الاجتهاد أو الإضافة في شئ لا يفقهونه وليس لديهم رصيد سابق عنه..؟
من هنا فإن ربط الرسل بالاجتهاد أو الإضافة بعد صورة من صور الانحراف العقائدي الذي وقعت فيه الأمم والذي أدى بالناس في النهاية إلى تاليه الرسل وعبادتهم وتولدت من خلال هذه العبادة عبادة حواريهم ثم أحبارهم ورهبانهم..
وما ينطبق على الرسل ينطبق على رسولنا (ص) الذي نص القرآن على أميته أي خلوه من الرصيد الثقافي قبل تسلمه مهام البعثة..
إلا أن الفقهاء والمحدثين تجاوزوا هذه القاعدة ونسبوا إلى الرسول الكثير من الروايات التي تدخله في دائرة الاجتهاد والإضافة وهم بذلك قد تحققت فيهم سنن الأمم السابقة من المغالاة في الرسل وتأليههم..
وما سوف نعرضه هنا هو ذلك الكم من الروايات التي تصطدم بالقرآن والعقل والتي جاء بها المحدثون وألصقوها بالرسول وما أضافه إليها الفقهاء من تحسينات وتأويلات وتبريرات بهدف دعمها وتبريرها وإضفاء المشروعية عليها حتى يتلقاها المسلمون بالقبول..
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست