النبي ومستقبل الدعوة - مروان خليفات - الصفحة ٣٦
ولقد روى هذا الحديث عن النبي خمسة وثلاثون صحابيا (1)، وصححه كثير من علماء الحديث، منهم: الحاكم في المستدرك، الذهبي في تلخيص المستدرك، الهيثمي في مجمع الزوائد، وابن كثير في تاريخه، والسيوطي في الجامع الصغير (2)، وابن تيمية ذكره في منهاج السنة عدة مرات، وصححه من المعاصرين الألباني المحدث السلفي (3)، والمحدث الأشعري الحسن السقاف (4).
وبالرغم من أن الحديث صريح في وجوب اتباع الثقلين معا الكتاب وأهل البيت (عليهم السلام)، إلا أن البعض - كابن تيمية - شكك فيه وعندما اصطدم برواية مسلم قال:
" الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قاله!! فليس فيه إلا الوصية باتباع الكتاب، وهو لم يأمر باتباع العترة، ولكن قال: " أذكركم الله في أهل بيتي " (5).
ومن الطبيعي إن الذي يعتصر مخيلته ليصرف أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل بيته (عليهم السلام) عن معانيها يقع في هذه المطبات، فإذا كان الأمر مجرد تذكير، فلماذا يقرنهم بالقرآن فيقول: " إني تارك فيكم الثقلين " و " لن يفترقا "

(١) وكل رواياتهم من طرق أهل السنة فراجعها في: " عبقات الأنوار " ج ١ و ج ٢ و " ملحق المراجعات " ٣٢٧.
(٢) راجع: " حديث الثقلين: تواتره - فقهه " لعلي الحسيني الميلاني.
(3) صحيح الجامع الصغير " 2 / 217، رقم 2454.
(4) " صحيح صفة صلاة النبي 289.
(5) منهاج السنة " 4 / 85.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست