المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٣
ومرض النبي مرضه الذي مات منه، فأراد قبل موته أن يلخص الموقف للأمة، وأن يكتب توجيهاته النهائية، كما يفعل قادة الأمم عادة وكما فعل الخلفاء طوال التاريخ، وضرب الرسول لكتابة توجيهاته موعدا يحضره الخلص من أوليائه، وبالوقت الذي حدده النبي لكتابة توجيهاته النهائية فوجئ النبي، وفوجئ الخلص من أوليائه بسادات بطون قريش يدخلون عليه حجرته المقدسة، ولم يكن بوسع النبي أن يعدل عن كتابة توجيهاته النهائية فقال لأوليائه (قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا) فنهض أولياء النبي ليحضروا الكتف والدواة، وعلى الفور نهض عقيد سادات البطون، وتجاهل وجود النبي وقال للحاضرين (إن رسول الله يهجر، ولا حاجة لنا بكتابه حسبنا كتاب الله وعلى الفور أيضا قال سادات البطون، متجاهلين بالكامل وجود النبي: القول ما قاله (فلان) حسبنا كتاب الله، لا حاجة لنا بكتاب النبي، إن النبي يهجر!! ما باله استفهموه أهجر!! ما شأنه أهجر!!) وأكثروا اللغط والتنازع وتبين للنبي حقيقة الموقف، وإن هدف سادات البطون هو الحيلولة بينه وبين كتابة ما أراد، وإنهم أكثرية الحاضرين الساحقة وبهذا المناخ لم يعد هناك ما يبرر كتابة ما أراد، وأدرك أنها الفتنة، لذلك رأى أن يحسم الموقف فقال (قوموا عني، لا ينبغي عند نبي تنازع، ما أنا فيه خير مما تدعوني إليه) هناك نهض الجميع وخرج سادات البطون بعد أن صدموا خاطر النبي الشريف، وتركوه يموت غاضبا وساخطا!!
واغتنموا فرصة انشغال الإمام وأهل بيت النبوة، بتجهيز النبي وتكفينه (فتقطعوا أمرهم زبرا) ونصبوا الخليفة الجديد في غياب آل محمد ثم أقبلوا يزفونه وواجهوا آل محمد بواقع لا طاقة لهم على تغييره، ونجحت خطة البطون بتقويض الشرعية الإلهية رأسا على عقب
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»