الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٧٦
الكفر وقد هلك يوم بدر غير مأسوف عليه)؟ فقال لها يوما وقد أضجرته:
عن يسارك إذا دخلت النار، فقالت: لا يجمع رأسي ورأسك بيت، وأتت عثمان... " (1).
ولا ندري ماذا تريد هذه الصحابية بقولها هذا الملئ بالأسف على أبيها المشرك؟! ولماذا تخاطب عقيلا زوجها بذلك وقد أجمع المسلمون أنه كان في صفوف المشركين يوم بدر ولم يقتل أباها عتبة ولا أخاها الوليد، لكن هي الرواسب الجاهلية والأحقاد البدرية والتي صبها بالفعل بنو أمية فيما بعد على رسول الله من خلال حربهم لعلي بن أبي طالب أخو رسول الله وصنوه، ومن خلال سم معاوية للإمام الحسن ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة ومن خلال قتل يزيد للإمام الحسين بن علي وسبي بنات الرسالة بنات فاطمة الزهراء.
وكيف لا ترى بعد ذلك وصول أحاديث تتهم الرسول بكثرة الجماع، وباستماع الغناء، وبأنه يسب ويشتم بل ويضرب من لا يستحق، وبأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر آلهة قريش (حديث الغرانيق)، وأنه يخطأ ويصيب، وأنه بشر أصحابه كلهم بمن فيهم معاوية بالجنة...؟!
وكيف لا يكون جميع من حارب الإمام عليا بدءا بمعاوية وعائشة ومرورا بطلحة والزبير وغيرهم أصحاب فضائل ومناقب؟! إن معاوية لم يغتصب الخلافة لذاتها فقط بل ليحرف ويبدل ويغير كما يحلو له ومن يعارض فالويل له أو الدراهم.

(١) الإصابة ٨: ٦٨ ترجمة فاطمة بنت عتبة.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 81 82 ... » »»
الفهرست