الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٧٨
واقرأ معي هذه المنقبة المزعومة:
" لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها وأتين رسول الله وهو بالأبطح فبايعنه، فتكلمت هند فقالت: يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك، يا محمد (لم يتعود لسانها على مخاطبته بالرسول) إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله، ثم كشفت عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال رسول الله: مرحبا بك، فقالت: والله ما كان على الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يذلوا من خبائك، ولقد أصبحت وما على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يعزوا من خبائك... " (1).
سبحان مغير الأحوال، ولكن لتتيقن من كذب هذه الفضيلة الواهية اقرأ الصفحة التالية من نفس هذا الكتاب (طبقات ابن سعد) لترى كيف أن هذه المرأة التي صار رسول الله أحب الناس إليها وأعزهم لديها تسئ الأدب معه:
" عن الشعبي يذكر: أن النساء جئن يبايعن فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا، فقالت هند: إنا لقائلوها (تقصد كلمة الشهادة)، قال: فلا تسرقن، فقالت هند: كنت أصيب من مال أبي سفيان قال أبو سفيان: فما أصبت من مالي فهو حلال لك، قال: ولا تزنين، فقالت هند:
وهل تزني الحرة؟ قال: ولا تقتلن أولادكن، قالت هند: أنت قتلتهم " (2).

(1) طبقات ابن سعد 8: 236 ترجمة هند بنت عتبة.
(2) طبقات ابن سعد 8: 237.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 81 82 83 85 ... » »»
الفهرست