الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٦٥
الحقد الذي لهم عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى وضع هكذا حديث (١) لكن الله بالمرصاد ﴿إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة﴾ (2).
عن أبي هريرة: " عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن موسى كان رجلا حييا ستيرا، لا يرى من جلده شئ استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص وإما أدرة وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) " (3).
تعليق: إن الإنسان والله يخاف أن ينزل عليه حجر من السماء لفظاعة هذا الإفك، ولا أدري هل أراد الله أن يبرأ موسى أم أراد أن يفضحه.

(١) من ذلك هذا الحديث: " اللهم إنما أنا بشر فلا تعاقبني بشتم رجل من المسلمين " مسند أحمد ٦: ١٦٠.
فهل كان الرسول يشتم بدون وعي؟!
(٢) سورة الأحزاب: ٥٧.
(٣) صحيح البخاري ٤: ١٩٠.
والآية في سورة الأحزاب: 69.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست