الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٦٨
سيفا سله الله على المشركين، وودى مالكا، وقدم خالد على أبي بكر فقال له عمر: يا عدو الله قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك... ".
إلى أن يقول: " فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة ويدل على أنه لم يرتد، وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب، وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امرءا مسلما، وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطي دية مالك من بيت المال، فهذا جميعه يدل على أنه (مالك) مسلم " (1) انتهى كلام ابن الأثير.
إن لنا أن نحلل هذه الحادثة بكل موضوعية وبعيدا عن أي تحيز فنقول:
أولا: إن مالك بن نويرة رجل مسلم بشهادة عمر وأبو قتادة ولم يرتد.
ثانيا: إن خالد بن الوليد أراد قتله لكي يظفر بزوجته وكانت من أجمل نساء العرب، ولهذا قال مالك قبل قتله هذه التي قتلتني ولهذا استعمل خالد كلمة أدفئوا أسراكم وكان يقصد قتلهم بالتأكيد وليس إدفاءهم من البرد.
ثالثا: وهذا أعجب لماذا لم يقم أبو بكر الحد على خالد لقتل مسلم وللزنى بزوجته لأنه تزوجها بدون عدة بل في نفس تلك الليلة.
رابعا: كان عمر غاضبا جدا من خالد وقال له ما قد مر، ومن هنا نفهم لماذا عزل عمر خالدا عندما صار خليفة وعين مكانه أبا عبيدة على جيوش المسلمين، ثم ما معنى قول أبي بكر: تأول خالد فأخطأ؟! وهل في حدود الله مزاح وخطأ وصواب؟!

(١) أسد الغابة ٥: ٥٢ - 53 في ترجمة مالك بن نويرة.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست