الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٤٠
وغيرهما، ولو لم ينزلوا من الجبل لكانت معركة أحد الضربة القاضية للمشركين، ولما تجرأوا بعدها على خوض حروب أخرى ضد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كغزوة الخندق وغيرها.
ويا ليته كان فرارهم الأول بعد هزيمتهم، لكن أعادوا نفس الفعلة في غزوة حنين.
وإليك حادثة أخرى وقعت قبل أربعة أيام من وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي المعروفة برزية يوم الخميس:
عن ابن عباس قال: " يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه يوم الخميس فقال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا: هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة " (1).
مرحى لهؤلاء الصحابة يأمرهم الرسول فيقولون إن النبي يهجر (يخرف)!! ولا يطيعونه حتى يعرض عنهم.
ويا حسرة على ذلك الكتاب الذي لم يكتب والذي قال عنه الرسول (لن تضلوا بعده) ولو فعل الصحابة ما أمروا به لما اختلف مسلمان إلى يوم القيامة، فانظر إلى ما جناه علينا الصحابة من الضلال وما حرمونا منه.

(١) صحيح البخاري ٤: ٨٥، وصحيح مسلم ٣: ١٢٥٧ كتاب الوصية، ومسند أحمد 1: 222.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست