الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٢٩
أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) (١).
وقد قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره: " القائل هو طلحة بن عبيد الله الذي قال: لئن عشت بعد محمد لأنكحن عائشة " (٢).
ويقول تعالى في آية أخرى من سورة الأحزاب: ﴿يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا﴾ (3).
نعم هذا هو منطق القرآن لا قرابة بين الله وبين أحد من خلقه ولا مجاملة من الله ولا من رسوله لأحد، لا لصحابي ولا لزوجة النبي، إن أكرم الخلق عند الله أتقاهم بما في ذلك الأنبياء والمرسلين، بل إن صحبة الرسول مسؤولية خطيرة وكذلك الزوجية له (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن لم يراعها حق رعايتها كان عذابه مضاعفا لما رأى من الحق ومن هدي الرسول الكريم، فهل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من هاد وهل بعده من عظيم؟! ولولا رسول الله لأخذ عذاب الله كثيرا من الصحابة كما أخذ السامري ومن كان قبل الصحابة من أتباع وأصحاب الأنبياء، ألا ترى إلى قوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما

(١) سورة الأحزاب: ٥٣.
(٢) تفسير الفخر الرازي لهذه الآية ٢٥: ١٨٠، تفسير الدر المنثور ٦: ٦٤٣، وأنظر تفسير الآلوسي حيث يورد رواية عن ابن عباس لكنه كعادة القوم لم يذكر طلحة بالاسم فيها وإنما بلفظ " رجل "، ثم أورد اسمه في رواية ثانية حاول تضعيفها بدون أي دليل! أنظر روح المعاني للآلوسي البغدادي ١١: ٢٤٩ - ٢٥٠.
(٣) سورة الأحزاب: ٣٠.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست