الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٢٥
الصحابة في القرآن:
يقول تعالى في سورة الفتح: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " (١).
فمن ينظر إلى أول الآية يرى أن الممدوحين مع رسول الله هم عموم الصحابة، لكن انظر إلى قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم...).
فلم يعد الله جميع الصحابة بالمغفرة والأجر، بل فقط من آمن وعمل صالحا، ولو كان الوعد للجميع لقال: (وعدهم الله...) فتأمل.
ويقول تعالى في نفس هذه السورة: ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما﴾ (2).
وأنت ترى في هذه الآية أن الله تعالى يحذر الناكثين بأنهم إنما ينكثون على

(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست