الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٤٢
وثانيا: أليس الله تعالى يقول: ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار...﴾ (1).
فالله ينهي عن طاعة الظالمين فكيف يأمر بها نبيه؟!
نعم، إن معاوية وملوك بني أمية وبني العباس وضعوا هذه الأحاديث حتى لا يخرج عليهم أحد ولا ينهاهم مسلم، وهل يريد الحكام الظالمون أكثر من ذلك؟!
وتعال إلى حديث آخر شبيه بالسابق:
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية " (2).
إن هذا الحديث كذب صريح، وإلا لو كان صحيحا فلماذا خالفه الصحابة أنفسهم، أليس قد فارق علي بن أبي طالب جماعة المسلمين ولم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر؟ أليس قد خالفت عائشة هذا الحديث وخرجت على علي في حرب الجمل مع طلحة والزبير؟! أليس قد فارق عبد الله بن عمر الجماعة ولم يبايع عليا طيلة خلافته ثم بايع بعد ذلك يزيد وعبد الملك بن مروان؟!
وهناك حديث آخر يعارض هذه الأحاديث، يقول: عن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب أو كره ما لم يؤمر

(١) سورة هود: ١١٣.
(2) تجد الحديث قريب منه في لفظه في مسند أحمد 4: 96.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست