الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٣١
وعطاياه الكثيرة، ودعمه للجماعة الإسلامية، ليغطوا عبثه بالأموال الإسلامية، ونهبه أموال الرعية وإقطاعها بني جلدته.
لقد كان صادقا من قال: إن عثمان أخذ أضاف ما أعطاه لرسول الله (ص) ذلك أن عثمان لم يكن يتورع في نهبها، وقد أصبحت تدعى في عصره بأموال الله، حتى لا يبقى للمسلمين أدنى مبرر للتدخل في ما يجري داخل العشيرة الأموية، وقد كان أبو ذر (رض) على رأس أولئك المتدخلين والمنتقدين للسياسة المالية لعثمان وبطانته الأموية، فناله ما ناله من الأذى من قبل عثمان بن عفان.
ولنبدأ رحلتنا من " فدك " التي اغتصبها عثمان من فاطمة الزهراء (ع) وهي مما أورثته عن الرسول (ص) ويا ليته اغتصبها وأودعها بيت المال حتى يقال إنه تأسى بصاحبيه، بل أقطعها مروان، يقول ابن عبد ربه: إنه أقطع فدك مروان وهي صدقة لرسول الله (ص) وافتتح إفريقيا وأخذ خمسه فوهبه لمروان (27).
فأين زهد الخليفة الثالث، وورعه ولو كان قارئا للقرآن كما جاء في أخبار المؤرخين لكان أجدر به أن يعرف مدى بغض النبي (ص) للشجرة الملعونة في القرآن. ولم يمنعه ورعه من اغتصاب حق فاطمة (ع) بضعة الرسول (ص) وخير نساء العالمين، ليقطعها واحدا من أبناء الطلقاء بن طريد الرسول (ص) وأحد أغصان تلك الشجرة الملعونة في القرآن، ذكر الطبري: " إنه لما وجه عثمان عبد الله بن سعد إلى إفريقيا كان الذي صالحهم عليه بطريق إفريقيا (جرجير) ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، فبعث ملك الروم رسولا وأمره أن يأخذ منهم ثلاثمائة قنطار كما أخذ منهم عبد الله بن سعد وكان الذي صالحهم عليه عبد الله بن سعد ثلاثمائة قنطار ذهب، فأمر بها عثمان لآل الحكم.
قلت:
أو لمروان؟ قال: لا أدري " (28).
ثم يروى أنه أعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص أخا مروان، ثلاثمائة

(٢٧) العقد الفريد ٢: ٢٦١.
(٢٨) تاريخ الطبري ٥: ٥٠.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 235 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235