الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٣٨
نهضة حقيقية تبدأ من الأسس، إلى ثورة تراثية، ثمينة بإعادة تشكيل منظوماتنا الثقافية.
كمقدمة لإحداث نهضة سليمة في حاضرنا، ذلك أن علاقة شعوبنا الإسلامية بتراثها علاقة متينة، وحياتها كلها تتلون بذاك اللون التراثي، مهما ظهر من تنكر ومهما بدا من شرود، فخطوط العودة إلى التراث لما تنقطع بعد، ومن هنا تكمن ضرورة إعادة النظر في تراثنا الذي يشكل ذاكرتنا الجماعية.
لقد كان وما يزال أغلب المؤرخين والناقدين للتراث، يسبحون في بحر التكرار، ويبنون إبداعاتهم النقدية على عناصر وهمية، ومعطيات جاءت بها رغبة الخلفاء وطمع المؤرخين، وإذا ما انتبهنا إلى الماضي والتفتنا إلى مجريات أحداثه، سوف يتبين لنا الأمر على درجة كاملة من الوضوح، فالسياق التاريخي الذي ظهر فيه التدوين والتأريخ، هو نهاية العصر الأموي والعصر العباسي، وهو سياق، شهد نموا خطيرا ومنظما لتيارات مختلفة الاتجاه وشهد - أيضا - صراعا سياسيا حادا تفتق عن صراعات ايديولوجية.. ولما كانت السلطة طرفا في هذا الصراع.. كان من الطبيعي أن تستثمر إمكانياتها وموقعها كسلطة صاحبة القرار في سبيل تدمير الأطراف الأخرى، وتشكيل ايديولوجية الدولة. وكان الدين دائما هو الضحية الأساس، لأن تشكيل الايديولوجية هذه لا يستقيم إلا بإجراء سلسلة من التحريفات ليكتمل التناغم والانسجام بين الاثنين.
وعلى هذا الضوء.. يمكننا القول.. أن الأمة الإسلامية خضعت - على مستوى السلطة - إلى توجيه ديانات إسلامية، أو صور مختلفة ومتناقضة للإسلام .. وقد أدرك الإمام علي (ع) هذه الوضعية الخطيرة عندما قال:
" ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا ".
كان هذا الزوج (السلطة / الدين) ترجمة ظاهرة لواقع مبطن للزوج (سلطة / لا دين) إذ القضاء على الدين يومها لا يمكن أن يتم بهوى سلطان، وإنما كان يقتضي إجراءات تكتيكية.. تبدأ بسلب محتواه ثم الانتهاء بإزاحته ليعود الأمر إلى حالة السلطة المنفردة التي تقوم على الهوى.
ولا أحد يجهل ما كان عليه واقع جل مؤرخينا. فإما منحازين ومنتمين، وإما
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 235 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235