الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٦٨
الثوار.
يقول ابن خلدون (83):
" فأتاه عثمان إلى منزله ليلا يستلينه وبعده الثبات على رأيه معه، فقال: بعد أن أقام مروان على بابك يشتم الناس ويؤذيهم؟ فخرج عثمان وهو يقول خذلتني وجرأت علي الناس).
وحتى كان أبو هريرة الدوسي الذي عرف بملازمة الأمويين على ملء بطنه، ينقل له ابن خلدون موقفا عبقريا، يقول: يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعوني إلى النار، وقاتل.
وأني لا تسأل كيف قاتل أبو هريرة وهل هو من طينة البواسل ومتى رفع أبو هريرة رمحا أو مسك قوسا، كيف يدعو من اشتهر بكذبه على رسول الله (ص) الصحابة الكبار إلى النجاة، وهم يدعونه إلى النار، فهل يعقل أن يدعو الدوسي عليا، وعمارا، والأشتر، ومحمد بن أبي بكر إلى النجاة!.
وفي ظني أن الذي دعاهم لاختلاق ذلك الموقف، ما قاله الرسول (ص) عن عمار بن ياسر:
" ما لهم وعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " (84) وعمار هذا كان قد كفر عثمان وحرض على قتله.
لقد حاول ابن خلدون أن يقلل من شأن تلك المآخذ التي أوردوها على عثمان، كإخراجه أبا ذر إلى الربذة، حاول ابن خلدون كعادته أن يبرئ عثمان من ذلك كله. وإن اقتضى الأمر الازدراء بأبي ذر، واستصغار بصيرته وعلمه.
والآن لماذا أخرج عثمان أبا ذر الغفاري إلى الربذة؟.
ابن خلدون يجيب على الفور، بعد أن يحبك قصة كاملة، كالتالي:
1 / إن أبا ذر " يأخذ بالظاهر في ذم الادخار وبكنز الذهب والفضة وكان ابن سبأ

(83) نفس المصدر ص 571.
(84) العقد الفريد - ابن عبد ربه.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235