الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة - صالح الورداني - الصفحة ٦٦
واستدل - أي بهذا الحديث - على استحقاق علي للخلافة دون غيره من الصحابة فإن هارون كان خليفة موسى. وأجيب بأن هارون لم يكن خليفة موسى إلا في حياته لا بعد موته. لأنه مات قبل موسى باتفاق (12)..
وقال عن حديث الراية: وقوله - أي الرسول - أن عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله أراد بذلك وجود حقيقة المحبة. وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة وفي الحديث تلميح بقوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) (آل عمران: 31) فكأنه أشار إلى أن عليا تام الاتباع لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى اتصف بصفة محبة الله له ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق (13)..
والقوم على ما هو واضح من حديث غدير خم في حيرة من أمرهم أمام قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): أذكركم الله في أهل بيتي. ولم يجدوا وسيلة لضرب هذا النص سوى تأويل المعنى المقصود بآل البيت فتارة يعرفونهم في حدود علي وفاطمة والحسن والحسين كما أقر بذلك مسلم في آية المباهلة وتارة يعرفونهم بآل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس..
وتارة أخرى يدخلون معهم نساء النبي وتارة يخرجونهم كما هو واضح من إجابتين متناقضتين لسؤال واحد في رواية واحدة. والهدف من ذلك هو تمييع فكرة آل البيت وتشتيتها بين نساء النبي وبني هاشم فتشتت القدوة أمام المسلمين ويفتح الباب بالتالي أمام القدوة الفاسدة لتحل محلهم..
ويبدو أن مسلم لم يسترح لهذه الرواية فقام بنقل رواية أخرى في حجة الوداع وهي في نفس المكان السابق ذكره - غدير خم - ليس فيها ذكر لآل البيت (14)..
وحتى يتم التمويه على آل البيت وحجبهم عن المسلمين اخترعوا رواية تناقض رواية غدير خم وتضرب وصية الرسول بآل البيت..
يروي مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي (15).
ولقد اشتهرت رواية مالك على ألسنة القوم ومنابرهم وكتبهم بينما حجبت رواية مسلم حتى أصبح ذكرها محل استنكار ورفض (16)..

(١٢) - أنظر فتح الباري ج ٧ / 74.
(13) - المرجع السابق.
(14) - أنظر مسلم والرواية تنص على أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بكتاب الله فقط.
(15) - ورواه الحاكم في مستدركه أيضا.
(16) - في حواراتي الكثيرة مع رموز القوم كثيرا ما كنت اكتشف جهلهم بحديث العترة وإنكارهم له وكانوا يصابون بالدهشة حين يكتشفون وجود الحديث في مسلم.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 63 64 65 66 67 68 69 70 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 أول الطريق 9
3 تشريح الواقع 12
4 الاخلاق 14
5 رحلات 17
6 هوامش 20
7 التحرر من الماضي 21
8 تيار التكفير 24
9 فكرة الحاكمية 26
10 كبت العقائد 29
11 الفرقة الناجية الاتباع 31
12 هوامش 34
13 الدين و التراث 37
14 ما هو الدين؟ 40
15 ما هو التراث 42
16 الحق و الباطل 44
17 التراث السني و التراث الشيعي 49
18 هوامش 52
19 رحلة الشك 53
20 بنو أمية 56
21 هوامش 61
22 التأويل و التبرير 63
23 هوامش 70
24 الرسول و النساء 73
25 هوامش 79
26 علم الحديث 81
27 هوامش 90
28 الصحابة 93
29 هوامش 99
30 الاجتماع 101
31 هوامش 107
32 تضخيم الرجال 109
33 تجريح الامام علي 112
34 العشرة المبشرون بالجنة 115
35 هوامش 122
36 عمر 125
37 هوامش 132
38 عثمان 135
39 هوامش 142
40 الطرح الشيعي 143
41 القرآن و العقل 146
42 الامام علي 148
43 الاجتهاد 150
44 هوامش 153
45 إشكاليتان 155
46 مكمن الإشكالية 157
47 مسالة العصمة 162
48 الغيبة 165
49 هوامش 171
50 بعد التشيع 173
51 الشخصية المصرية 176
52 مع حركة التشيع 184
53 هوامش 187
54 القرآن 189
55 جمع القرآن 191
56 مصاحف الصحابة 196
57 ترتيب القرآن 202