الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ٣٣١
له: كيف وجدت الإمارة؟ قال: كنت أحمل وأوضع حتى رأيت بأن لي على القوم فضلا ": قال: والذي بعثك بالحق لا أتأمر على اثنين أبدا " (1).
وعن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: كان المقداد بن الأسود، في سرية فحصرهم العدو، فعزم الأمير أن لا يجشر أحد دابته، فجشر رجل دابته لم تبلغه العزيمة فضربه، فرجع الرجل وهو يقول: ما رأيت كما لقيت اليوم قط، فمر المقداد فقال: ما شأنك؟ فذكر له قصته، فتقلد السيف وانطلق معه حتى انتهى إلى الأمير فقال: أقده من نفسك فأقاده، فعفا الرجل، فرجع المقداد وهو يقول: لأموتن والإسلام عزيز (2).
وكان المقداد من أنصار الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه، وكرم الله تعالى وجهه في الجنة - وكان موقفه يوم الشورى واضحا "، فعندما جمع عبد الرحمن بن عوف الناس في المسجد النبوي الشريف، فقال: أشيروا علي، فقال عمار: إن أردت أن لا يختلف الناس، فبايع عليا "، فقال المقداد بن الأسود: صدق عمار، إن بايعت عليا "، قلنا: سمعنا وأطعنا.
وعندما اختار عبد الرحمن عثمان قال المقداد: يا عبد الرحمن: أما والله لقد تركته، وإنه من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، فقال: يا مقداد، والله لقد اجتهدت للمسلمين، قال: إن كنت أردت الله، فأثابك الله ثواب المحسنين.
فقال المقداد: ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم، إني لأعجب من قريش، أنهم تركوا رجلا " ما أقول، ولا أعلم: أن رجلا " أقضى بالعدل، ولا أعلم منه، أما والله لو أجد أعوانا " عليه، فقال عبد الرحمن: يا مقداد، إتق الله، فأنا خائف عليك الفتنة.

(1) حلية الأولياء 1 / 174 - 175.
(2) حلية الأولياء 1 / 176.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 7
2 الرأي الأول: أهل البيت: أزواج النبي 12
3 الرأي الثاني: أهل البيت: من حرمت عليهم الصدقة 16
4 الرأي الثالث: أهل البيت: النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 17
5 الباب الأول 27
6 أولا ": الإمامة 27
7 ثانيا ": حكم الإمامة 30
8 ثالثا ": اختيار الإمام 50
9 رابعا ": شروط الإمام 62
10 خامسا ": عقد الإمامة 76
11 1 - الطريق الأول: البيعة 88
12 2 - الطريق الثاني: العهد 92
13 3 - الطريق الثالث: القهر والاستيلاء 96
14 سادسا ": طاعة الإمام 97
15 سابعا ": حقوق الإمام وواجباته 118
16 ثامنا ": ألقاب الإمام أو الخليفة 124
17 1 - الخليفة 126
18 2 - أمير المؤمنين 128
19 3 - الإمام 131
20 4 - الملك 132
21 تاسعا ": إمامة المفضول 151
22 عاشرا ": الإمامة عند الشيعة الإمامية 168
23 1 - العصمة: 186
24 2 - التقية: 207
25 1 - التقية في القرآن 208
26 2 - التقية في السنة 213
27 3 - التقية في الدليل العقلي 223
28 4 - التقية عند الخوارج 229
29 5 - التقية عند الشيعة 232
30 6 - التقية عند أهل السنة 241
31 3 - الرجعة 248
32 4 - المهدي 250
33 5 - البداء 263
34 6 - الجفر 265
35 7 - مصحف فاطمة 268
36 الباب الثاني: التشيع: بدايته وأصوله 275
37 1 - التشيع: أسبابه وبدايته 275
38 أولا ": منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم: 280
39 1 - عمار بن ياسر 288
40 2 - أبو ذر الغفاري 298
41 3 - سلمان الفارسي 314
42 ثانيا ": يوم وفاة الرسول 335
43 1 - وجهة نظر الأنصار 335
44 2 - وجهة نظر المهاجرين 336
45 3 - وجهة نظر بني هاشم 337
46 ثالثا ": منذ قصة الشورى 356
47 رابعا ": منذ أخريات أيام عثمان 373
48 خامسا ": منذ وقعة الجمل 384
49 سادسا ": منذ التحكيم 391
50 سابعا ": في أعقاب مأساة كربلاء 402
51 2 - أصل التشيع 412
52 3 - أسباب التشيع 428
53 المراجع المختارة 431
54 أولا ": المراجع العربية 431
55 كتب التفسير 434
56 ثانيا ": المراجع المترجمة 459
57 ثالثا ": المعاجم ودوائر المعارف 460