الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ٣٣٢
فقال رجل للمقداد: رحمك الله، من أهل هذا البيت؟ ومن هذا الرجل؟
قال: أهل البيت، بنو عبد المطلب، والرجل علي بن أبي طالب.
فقال علي بن أبي طالب: أن الناس ينظرون إلى قريش وقريش تنظر بيتها فتقول: إني ولي عليكم بنو هاشم، لم تخرج منهم أبدا "، وما كانت في غيرهم تداولتموها بينكم (1).
وفي تاريخ اليعقوبي: وروى بعضهم فقال: دخلت مسجد رسول الله، فرأيت رجلا " جاثيا " على ركبتيه يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فسلبها، وهو يقول: واعجبا " لقريش، ودفعهم هذا الأمر على أهل بيت نبيهم، وفيهم أول المؤمنين، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلم الناس، وأفقههم في دين الله، وأعظمهم غناء في الإسلام، وأبصرها بالطريق، وأهداهم للصراط المستقيم، ولقد زووها عن الهادي المهتدي، الطاهر النقي، وما أرادوا إصلاحا " للأمة، ولا صوابا " في المذهب، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة، فبعدا " وسحقا " للقوم الظالمين، فدنوت منه فقلت: من أنت يرحمك الله، ومن هذا الرجل.
فقال: أنا المقداد بن عمرو، وهذا الرجل علي بن أبي طالب، قال:
فقلت: ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي، إن هذا الأمر لا يجري فيه الرجل، ولا الرجلان، ثم خرجت فلقيت أبا ذر، فذكرت له ذلك، فقال: صدق أخي المقداد، ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فذكرت ذلك له، فقال: لقد أخبرنا فلم نال (2).
وفي رواية المسعودي (3): كان عمار، حين بويع عثمان، بلغه قول

(١) ابن الأثير: الكامل في التاريخ ٣ / ٧٠ - ٧٢ (بيروت ١٩٦٥)، تاريخ الطبري ٤ / ٢٣٢ - ٢٣٣.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٣ (بيروت ١٩٨٠).
(٣) أنظر عن أهم مصادر ترجمة المسعودي (ياقوت الحموي) إرشاد الأريب ١٣ / ٩٠ - ٩٤، فوات الوفيات للكتبي ٢ / ٤٥، تذكرة الحفاظ ٣ / 70، دول الإسلام للذهبي 1 / 156، لسان الميزان لابن حجر 4 / 224 - 225، النوبختي: أعيان الشيعة 41 / 198 - 213، الأعلام للزركلي 5 / 87، معجم المؤلفين لكحالة 7 / 80 - 81، فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي 2 / 177 - 184، الرجال للنجاشي ص 178 - 179، عبد السلام العشري: أبو الحسن المسعودي - القاهرة 1957).
والمسعودي - رغم عدم معرفتنا لتاريخ ميلاده - فهو قد ولد في بغداد من أسرة تنتسب إلى الصحابي عبد الله بن مسعود، وأقام في إصطخر أثناء رحلته في إيران (305 ه‍ / 917 م)، ثم ذهب إلى الهند وزار ملتان والمنصورة ثم سيلان، ثم عمان وزنجبار، ومضت به حياته القلقة إلى بحر قزوين ثم فلسطين ثم مدن ثغور الشام كإنطاكية، ثم استقر في مصر، حيث مات في الفسطاط عام (345 ه‍ / 956 م) أو 346 ه‍، وكان الرجل مهتما " بالتاريخ والجغرافيا وعلوم الدين والأخلاق والسياسة وعلوم اللغة، ولكن معظم جهده كان في التاريخ والجغرافيا.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 7
2 الرأي الأول: أهل البيت: أزواج النبي 12
3 الرأي الثاني: أهل البيت: من حرمت عليهم الصدقة 16
4 الرأي الثالث: أهل البيت: النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 17
5 الباب الأول 27
6 أولا ": الإمامة 27
7 ثانيا ": حكم الإمامة 30
8 ثالثا ": اختيار الإمام 50
9 رابعا ": شروط الإمام 62
10 خامسا ": عقد الإمامة 76
11 1 - الطريق الأول: البيعة 88
12 2 - الطريق الثاني: العهد 92
13 3 - الطريق الثالث: القهر والاستيلاء 96
14 سادسا ": طاعة الإمام 97
15 سابعا ": حقوق الإمام وواجباته 118
16 ثامنا ": ألقاب الإمام أو الخليفة 124
17 1 - الخليفة 126
18 2 - أمير المؤمنين 128
19 3 - الإمام 131
20 4 - الملك 132
21 تاسعا ": إمامة المفضول 151
22 عاشرا ": الإمامة عند الشيعة الإمامية 168
23 1 - العصمة: 186
24 2 - التقية: 207
25 1 - التقية في القرآن 208
26 2 - التقية في السنة 213
27 3 - التقية في الدليل العقلي 223
28 4 - التقية عند الخوارج 229
29 5 - التقية عند الشيعة 232
30 6 - التقية عند أهل السنة 241
31 3 - الرجعة 248
32 4 - المهدي 250
33 5 - البداء 263
34 6 - الجفر 265
35 7 - مصحف فاطمة 268
36 الباب الثاني: التشيع: بدايته وأصوله 275
37 1 - التشيع: أسبابه وبدايته 275
38 أولا ": منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم: 280
39 1 - عمار بن ياسر 288
40 2 - أبو ذر الغفاري 298
41 3 - سلمان الفارسي 314
42 ثانيا ": يوم وفاة الرسول 335
43 1 - وجهة نظر الأنصار 335
44 2 - وجهة نظر المهاجرين 336
45 3 - وجهة نظر بني هاشم 337
46 ثالثا ": منذ قصة الشورى 356
47 رابعا ": منذ أخريات أيام عثمان 373
48 خامسا ": منذ وقعة الجمل 384
49 سادسا ": منذ التحكيم 391
50 سابعا ": في أعقاب مأساة كربلاء 402
51 2 - أصل التشيع 412
52 3 - أسباب التشيع 428
53 المراجع المختارة 431
54 أولا ": المراجع العربية 431
55 كتب التفسير 434
56 ثانيا ": المراجع المترجمة 459
57 ثالثا ": المعاجم ودوائر المعارف 460