الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ٢٣٣
ومعاوية: الأمان العالم، وعدم التعرض بأي سوء لأنصار الإمام علي بن أبي طالب على الخصوص، وأنصار آل البيت بوجه عام.
غير أن معاوية بن أبي سفيان إنما جعل من أهدافه الرئيسية، القضاء على هذه الطبقة المؤمنة بحق آل البيت، وقد لاقى أنصار أهل البيت من الأذى والاضطهاد ما تنوء بحمله الجبال، وكان أشدهم بلاء، وأعظمهم محنة أهل الكوفة، فلقد استعمل معاوية على الكوفة، بعد هلاك المغيرة، زياد بن أبيه - بعد أن نسبه إلى أبي سفيان - وكان بهم عليما "، وإنه - ويا للعجب - فقد كان قبل استلحاقه بأبي سفيان، واحدا " منهم، فأشاع فيهم القتل، وشردهم، وأن معاوية كتب إلى عماله: انظروا إلى من قامت على البينة، أنه يحب عليا " وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.
وروى ابن أبي الحديد (586 - 656 ه‍ / 1190 - 1257 م) أن معاوية كتب إلى عماله: أن برئت الذمة ممن يروي شيئا " في فضائل علي وأهل بيته، وأن لا يجيزوا للشيعة شهادة، وأن يمحوا كل شيعي من ديوان العطاء، وينكلوا به، ويهدموا داره (1)، وامتثل العمال لأمر سيدهم، فقتلوا الشيعة وشردوهم، وقطعوا الأيدي، وسملوا الأعين، وصلبوهم في جذوع النخل.
وزاد الضغط - بعد معاوية (41 - 60 ه‍ / 661 - 680 م) أضعافا "، خاصة في عهد عبيد الله بن زياد قاتل الإمام حسين وأهل بيته في مذبحة كربلاء، وفي عهد الحجاج الثقفي، هادم الكعبة المشرفة، قتلت الشيعة كل قتلة، وأخذوا بكل ظنة وتهمة، حتى أن الرجل ليقال عنه زنديق - أو حتى كافر - أحب إليه، من أن يقال له شيعي.
وفي ذلك يقول الإمام محمد الباقر - رضوان الله عليه - وقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة، وكان من يذكر بحبنا، أو

(١) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة ١١ / 44 - 45 (بيروت 1967).
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 7
2 الرأي الأول: أهل البيت: أزواج النبي 12
3 الرأي الثاني: أهل البيت: من حرمت عليهم الصدقة 16
4 الرأي الثالث: أهل البيت: النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 17
5 الباب الأول 27
6 أولا ": الإمامة 27
7 ثانيا ": حكم الإمامة 30
8 ثالثا ": اختيار الإمام 50
9 رابعا ": شروط الإمام 62
10 خامسا ": عقد الإمامة 76
11 1 - الطريق الأول: البيعة 88
12 2 - الطريق الثاني: العهد 92
13 3 - الطريق الثالث: القهر والاستيلاء 96
14 سادسا ": طاعة الإمام 97
15 سابعا ": حقوق الإمام وواجباته 118
16 ثامنا ": ألقاب الإمام أو الخليفة 124
17 1 - الخليفة 126
18 2 - أمير المؤمنين 128
19 3 - الإمام 131
20 4 - الملك 132
21 تاسعا ": إمامة المفضول 151
22 عاشرا ": الإمامة عند الشيعة الإمامية 168
23 1 - العصمة: 186
24 2 - التقية: 207
25 1 - التقية في القرآن 208
26 2 - التقية في السنة 213
27 3 - التقية في الدليل العقلي 223
28 4 - التقية عند الخوارج 229
29 5 - التقية عند الشيعة 232
30 6 - التقية عند أهل السنة 241
31 3 - الرجعة 248
32 4 - المهدي 250
33 5 - البداء 263
34 6 - الجفر 265
35 7 - مصحف فاطمة 268
36 الباب الثاني: التشيع: بدايته وأصوله 275
37 1 - التشيع: أسبابه وبدايته 275
38 أولا ": منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم: 280
39 1 - عمار بن ياسر 288
40 2 - أبو ذر الغفاري 298
41 3 - سلمان الفارسي 314
42 ثانيا ": يوم وفاة الرسول 335
43 1 - وجهة نظر الأنصار 335
44 2 - وجهة نظر المهاجرين 336
45 3 - وجهة نظر بني هاشم 337
46 ثالثا ": منذ قصة الشورى 356
47 رابعا ": منذ أخريات أيام عثمان 373
48 خامسا ": منذ وقعة الجمل 384
49 سادسا ": منذ التحكيم 391
50 سابعا ": في أعقاب مأساة كربلاء 402
51 2 - أصل التشيع 412
52 3 - أسباب التشيع 428
53 المراجع المختارة 431
54 أولا ": المراجع العربية 431
55 كتب التفسير 434
56 ثانيا ": المراجع المترجمة 459
57 ثالثا ": المعاجم ودوائر المعارف 460