أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة - أسعد وحيد القاسم - الصفحة ١٣٣
وعندما علم ابن زياد عن طريق أحد العيون عن نزول مسلم بن عقيل عند هانئ بن عروة، قام من فوره باستدعاء هانئ ثم حبسه وعذبه لرفضه تسليم ابن عقيل له أو الإخبار عن مكانه. ولدى علم ابن عقيل بما حدث لهانئ، نادى بأصحابه وعبأ أربعة آلاف وسار بهم نحو قصر ابن زياد، ولكنهم بدأوا يتناقصون في الطريق حتى وصلوا إلى ثلاثمائة عند وصولهم القصر، ذلك أنه وأثناء مسيرهم، كانت أبواق ابن زياد تدور على دور الكوفة محذرة ومخوفة بقدوم جيش يزيد من الشام، فرجع ابن عقيل دون حصول مواجهة، إلا أن ابن زياد تمكن من ملاحقته واعتقاله، ثم قام بقتله مع هانئ بن عروة، ومثل بجسديهما.
وعندما وصلت هذه الأخبار إلى الإمام الحسين عليه السلام أثناء مسيره نحو العراق، تيقن مما قاله له الفرزدق (الذي كان متوجها " إلى مكة قادما " من العراق) قبل ذلك حين سأله الإمام عن الوضع في الكوفة وكانت إجابته:
(قلوب الناس معك وسيوفهم عليك)، فقام الإمام عليه السلام معلنا " لمرافقيه: (أيها الناس، لقد خذلنا شيعتنا، فمن أراد منكم الانصراف فلينصرف). فتفرقوا من حوله يمينا " ويسارا " ولم يبق معه سوى أهل بيته ونفر من أصحابه الذين رافقوه من مكة والمدينة. (وبالنظر لطبيعة الظروف السياسية الخاصة في تلك الأيام تيقن الإمام أن حركة المعارضة هذه ستمنى بالفشل العسكري، ولكن من الواضح أن هذه الحرب الغير متكافئة بين الحسين والأمويين كانت لها أسباب ودوافع معنوية أخرى لا يمكن فهمها أو تحليلها بالمنظار السياسي المتعارف) (1).
وهكذا واصل الإمام الحسين عليه السلام مسيره نحو الكوفة حتى خرجت له كتائب ابن زياد وأجبرته على النزول في منطقة قرب الفرات تدعى كربلاء، وكان ذلك في الثاني من محرم سنة 60 هجرية. ثم منع الماء عن الحسين وأصحابه وفشلت جميع المفاوضات التي دارت هناك لسبعة أيام، وكانت

(1) جعفريان، الحياة الفكرية والسياسة لأئمة أهل البيت، ص 128.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 المحتويات 6
3 كلمة المركز 13
4 المقدمة 15
5 هذا الكتاب 17
6 تمهيد (تعريف عام بالخلافة والإمامة) 21
7 القسم الأول الخلافة والإمامة في التشريع الإسلامي تقديم 29
8 الفصل الأول: ماهية الخلافة والإمامة 32
9 عند أهل السنة 32
10 عند الشيعة 34
11 الفصل الثاني: هوية الخلفاء والأئمة 37
12 عند أهل السنة 37
13 عدم تدخل الشرع بالمسألة 37
14 طرق انعقاد الخلافة: 39
15 1 - اختيار أهل الحل والعقد 39
16 2 - عهد من الخليفة السابق 40
17 3 - الغلبة والقهر 41
18 عند الشيعة 42
19 النصوص في إمامة أهل البيت 42
20 عدول الكتاب 42
21 من هم أهل البيت؟ 44
22 النصوص في إمامة علي بن أبي طالب 47
23 1 - بلاغ الغدير 47
24 2 - منزلة هارون 51
25 3 - باب مدينة العلم والحكمة 54
26 4 - ميزان الايمان 56
27 5 - عديل الحق والقرآن 57
28 الفصل الثالث: مؤهلات الخلفاء والأئمة 58
29 عند أهل السنة 58
30 الشروط الأساسية 58
31 العصمة للخلافة وليست للخليفة 59
32 بماذا ينخلع الخليفة؟ 60
33 عند الشيعة 62
34 العصمة 62
35 الأفضلية 63
36 الأعلمية 63
37 القسم الثاني الخلافة والإمامة في الواقع التاريخي تقديم 67
38 الفصل الأول: خلافة أبي بكر 68
39 انكار عمر لوفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 68
40 اجتماع سري للأنصار 68
41 أبو بكر وعمر في مواجهة ساخنة مع الأنصار 69
42 أبو بكر وعمر في مواجهة ساخنة مع الأنصار 69
43 موقف علي بن أبي طالب 69
44 غضب فاطمة الزهراء إرثها 76
45 حروب الردة 79
46 الفصل الثاني: خلافة عمر 83
47 استخلاف أبي بكر لعمر 83
48 منع الخليفة تدوين السنة النبوية أو التحدث بها 84
49 اجتهادات الخليفة مقابل نصوص الكتاب والسنة 86
50 1 - تحريمه زواج المتعة (المؤقت) 87
51 2 - ابتداعه صلاة التراويح 90
52 3 - تصرفه في الأذان 91
53 4 - اجتهاده في حكم الطلاق 91
54 5 - تحريمه البكاء على الميت 92
55 6 - تجاوزه الحد الشرعي بإقامة الحدود 93
56 7 - إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم 94
57 استخلاف عمر مجلسا للشورى 94
58 الفصل الثالث: خلافة عثمان 97
59 ولادة الدولة الأموية 97
60 إيذاء خيرة الصحابة: 100
61 1 - أبو ذر الغفاري 100
62 2 - عبد الله بن مسعود 100
63 3 - عمار بن ياسر 100
64 كيف كان مقتل الخليفة؟ 103
65 الفصل الرابع: خلافة علي 105
66 مبايعة الإمام 105
67 منهج الإمام وسياسته في الحكم 106
68 خروج عائشة وموقعة الجمل 108
69 تمرد معاوية وموقعة صفين 113
70 الخوارج وتفكك جيش الإمام 115
71 غارات معاوية على الولايات الإسلامية 117
72 آخر أيام الإمام واستشهاده 119
73 الفصل الخامس: خلافة الحسن 122
74 الفصل السادس: خلافة معاوية 125
75 وجاء الملك العضوض 125
76 الأمر بلعن الإمام علي عليه السلام على المنابر 125
77 قتل حجر بن عدي وأصحابه 127
78 شرب الخمر 128
79 أخذ البيعة للابن الفاجر يزيد 129
80 الفصل السابع: خلافة يزيد 131
81 ذبح أهل بيت النبوة 131
82 استباحة دماء أهل المدينة وأعراضهم 136
83 ضرب الكعبة بالمنجنيق وإحراقها 137
84 الفصل الثامن: خلافة عبد الله بن الزبير 139
85 القسم الثالث دليل التشريع وشهادة التاريخ في معرفة الخلفاء والأئمة تقديم 144
86 الفصل الأول: مقياس لمعرفة الخلفاء والأئمة 145
87 بين خلافتي أبي بكر وعلي 145
88 خلافة أبي بكر 146
89 خلافة علي 147
90 السنة النبوية بين طريقين! 151
91 الشورى بين النظرية والتطبيق 153
92 الخلفاء بعد أبي بكر وعلي 155
93 الإثنا عشر في الكتاب والسنة 155
94 الإثنا عشر عند أهل السنة 158
95 الفصل الثاني: لمحات من سيرة الخلفاء الاثني عشر 161
96 القسم الرابع آثار أزمة الخلافة والإمامة على شريعة الإسلام وواقع المسلمين تقديم 189
97 الفصل الأول: الآثار الأولية 191
98 انحراف الأمة وتعطيل المسيرة التغييرية والإصلاحية التي بدأها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: 191
99 المنعطف الخطير! 191
100 لماذا الحاجة إلى التغيير والإصلاح؟ 192
101 شواهد على تدرج الانحراف بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم 202
102 انتشار ظاهرة الوضع والدس في الحديث 209
103 العامل الأساسي في تولد هذه الظاهرة 209
104 أبو هريرة: الراوي الأول! 213
105 ماذا لو صحت هذه الأحاديث؟ 220
106 تقديس الصحابة على حساب عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم 224
107 الغلو المفرط في تقديس الصحابة وأسبابه ونتائجه 224
108 المس بكمال عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخطورته 232
109 1 - هجران النبي صلى الله عليه وآله وسلم! 233
110 2 - محاولة النبي صلى الله عليه وآله وسلم رمي نفسه من قمة جبل! 235
111 3 - نسيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم آيات الكتاب! 236
112 4 - غفلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أداء الصلاة في وقتها! 236
113 5 - هيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحب عائشة على حساب عدله مع بقية نسائه! 238
114 6 - وقوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت تأثير السحر! 239
115 7 - أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما لا يعلم! 240
116 8 - إعراض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أعمى لانشغاله مع الكفار 240
117 9 - خطأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة على أحد المنافقين 242
118 10 - خطأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأخذ الفداء من أسرى بدر! 243
119 خطورة الشبهة والافتراء وتفنيدهما 245
120 الفصل الثاني: أخطر الآثار 248
121 تفتت الأمة وانقسام إسلامها إلى فرق ومذاهب 248
122 أولا: أهل السنة والجماعة 250
123 نشوء الفرقة وتطورها 250
124 انقسام الفرقة وتشعبها 254
125 الفرق الكلامية (المذاهب العقائدية): 254
126 1 - المرجئة 255
127 2 - المجبرة 256
128 3 - أهل الحديث 257
129 4 - الأشاعرة 259
130 5 - السلفية والوهابية 262
131 المذاهب الفقهية: 265
132 1 - المذاهب المنقرضة 265
133 2 - المذاهب الأربعة 266
134 ثانيا: الشيعة 269
135 نشوء التشيع 269
136 الانحراف عن الخط الشيعي 271
137 1 - الإمامية الإثنا عشرية 271
138 أصول العقائد عند الإمامية الاثني عشرية 272
139 المذاهب الفقهية عند الإمامية الاثني عشرية 274
140 ثالثا: الخوارج 276
141 رابعا: المعتزلة 278
142 الفصل الثالث: الآثار اللاحقة 282
143 1 - التمويه على حقائق الاحداث التاريخية وتحريفها 282
144 2 - تطرف بعض العاملين في الميدان الإسلامي وتخبطهم وجمودهم 289
145 مجرد مثال! 290
146 جذور التطرف والجمود الديني 292
147 أعراض هذه الظاهرة 294
148 3 - عزل الدين عن الدولة 298
149 4 - الخنوع والاستسلام لحكام الجور 302
150 5 - شيوع الجهل والتخلف 305
151 1 - الجهل والتخلف في فهم العقائد 308
152 2 - الجهل والتخلف في أداء الفرائض 310
153 3 - الجهل والتخلف في فهم القضايا التاريخية 312
154 4 - الجهل والتخلف في فهم القضايا الأخلاقية 313
155 5 - الجهل والتخلف في القضايا السياسية 314
156 6 - الجهل والتخلف في القضايا الاقتصادية 316
157 7 - الجهل والتخلف في القضايا الاجتماعية 317
158 الخلاصة والخاتمة 323
159 صراع الخطط والإرادات 323
160 صراع الفرق والروايات 327
161 في خاتمة المطاف 330