نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٤٢٤
ومما سبق نرى حكمة جعل الانسان حرا فقد خلق الله تعالى الانسان صالحا ولكنه قادر بما أعطاه الله من حرية على أن يبتعد عن الشر أو أن يتجه إليه فلو لم يخطئ الإنسان لما تبينت للناس صفة رحمة الله وعفوه وكون الله في غنى عن عبادة الناس له لا يمنع من أنه يحب أن يعبده الناس حبا فيه لا مكرهة هم مجبرون عليها أما كون الله قد خلق الانسان صالحا فقد بينه الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من موضع اذكر منها قوله تعالى * (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) * سورة التين 4 - 6 وقوله عز من قائل * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) * سورة الأعراف 172 173 * (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * سورة الروم 30 إذا فقد وهبنا الله عند خلقنا الإيمان به وباليوم الآخر لا نشرك به شيئا وكل ما عدا الله شيء لأن كل ما عداه له حيز وشكل معين وأكد ذلك العهد القديم أيضا حين يقول إن هذه الوصية التي أوصيك بها اليوم ليست عسرة عليك ولا بعيدة منك ليست هي في السماء حتى تقول من يصعد لأجلنا إلى السماء ويأخذها لنا ويسمعنا إياها لنعمل بها ولا هي في عبر البحر حتى تقول من يعبر لأجلنا البحر ويأخذها لنا ويسمعنا إياها لنعمل بها بل الكلمة قريبة منك جدا في فمك وفي قلبك لتعمل بها تثنية 30: 11 - 14 هذا وجدت فقط أن الله صنع الإنسان مستقيما الجامعة 7: 29 كما أكدها
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»