الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٥٩
لم نتطرق إلى صعوبة التوفيق بين ما نجد من أخبار في الرسائل الرعائية وما يطلعنا عليه سفر أعمال الرسل: الحقيقة هي أن الرأي القائل أن بولس سجن مرة ثانية عرض لأمر واحد، وهو وضع إطار تدمج فيه أحداث حياة بولس كما وردت في الرسائل الرعائية. ولا يعني ذلك أن هذا الأسر لم يحدث، فخاتمة سفر أعمال الرسل، وفيها يروى أسر بولس الأول، ليست حتما خاتمة حياة بولس.
كل يرى أنه يعسر الأخذ بهذه البراهين، لا بل إن من شأنها، من حيث المبدأ، أن ترجح كفة ما ورد في الرسائل الرعائية، لأنه لا يساء الظن في صدق أحد بلا أسباب يعول عليها.
كيف نختم؟ إن لكل من الذين ينكرون صحة الرسائل الرعائية، ومن الذين يثبتونها أسبابا حسنة تؤيد رأيهم. هناك آخرون يعتقدون بأن موقفا وسطا ينفي صحة بعض الأجزاء قد يكون أحسن حل. فقد يكون أن امرأ معجبا ببولس حاول أن ينشئ ما عده وصية الرسول الروحية، ومراده أن يسد حاجات زمانه. أما ما ورد من الأمور الحسية (أمثال الرداء وصحف الرق التي نسيت في طرواس)، فقد تكون مأخوذة من رسائل صحيحة دمجت في الرسائل الرعائية.
(٦٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 654 655 656 657 658 659 660 661 662 663 664 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة