الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٢٤
17 هو قبل كل شئ (15) وبه قوام كل شئ (16).
18 وهو رأس الجسد أي رأس الكنيسة (17).
هو البدء والبكر من بين الأموات لتكون له الأولية في كل شئ.
19 فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله (18).
20 وأن يصالح به ومن أجله كل موجود (19) مما في الأرض ومما في السماوات وقد حقق السلام بدم صليبه.
[اشتراك أهل قولسي في الخلاص] 21 وأنتم الذين كانوا بالأمس غرباء وأعداء في صميم قلوبهم بالأعمال السيئة، 22 قد صالحكم الله الآن في جسد ابنه البشري، صالحكم بموته ليجعلكم في حضرته قديسين لا ينالكم عيب ولا لوم. 23 ذلك إذا ثبتم على الإيمان راسخين غير متزعزعين ولا متحولين عن رجاء البشارة التي سمعتموها وأعلنت لكل خليقة تحت السماء، وصرت أنا بولس خادما لها.
[مساعي بولس في سبيل الوثنيين] 24 يسرني الآن ما أعاني لأجلكم فأتم في جسدي ما نقص من شدائد المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة (20)، 25 لأني صرت خادما لها بحسب التدبير الإلهي الذي عهد فيه

(15) تدل هذه العبارة في آن واحد على الأسبقية والتفوق.
(16) موضوع مقتبس من الرواقيين، فقد كانوا ينظرون إلى الكون نظرهم إلى كل إلهي متماسك. ولقد كيفه سي 43 / 26 وحك 1 / 7 ليوافق التوحيد الكتابي. ويظهر الابن بمظهر الرابط بين جميع الأشياء (راجع عب 1 / 3).
(17) يبدو أن لفظ " كنيسة " هو إضافة للتفسير، علما بأن كلمة " جسد " قد تدل على الكون فتكون غامضة.
وفي روم 12 و 1 قور 12، يدل الجسد على جماعة المؤمنين.
وفي قول واف، يصبح المسيح، وهو رئيس القوات والكون، " رأس " الكنيسة المطلق والمحيي، وهذه الكنيسة تزداد تجسيدا (أف 1 / 22 و 4 / 15 - 16 و 5 / 23 وقول 1 / 18 وراجع 1 قور 12 / 21 حيث يدل الرأس على مجرد عضو من أعضاء الجسد).
(18) الفاعل الله مقدر في اليونانية، ما لم يكن الكمال مجسدا فتكون الترجمة: " فقد حسن لدى الكمال كله أن يحل به ".
سبق لكلمة " الكمال " (أو " الملء ") أن وردت في مؤلفات بولس الأولى، لكنها تتخذ في قول واف مزيدا من الأهمية، قبل أن يقوم بدور كبير في العرفان. في العهد الجديد، تكون عادة مضافة (ملء الزمان، ملء الأمم، ملء الشريعة، ملء الله..). أما هنا فإنها تستعمل على الإطلاق، فلها صبغة غير عادية. ونفهمها في ضوء 2 / 9: كمال الألوهية، أي كل ما يريد الله أن يمنحنا إياه من نفسه في المسيح، لكي يدخلنا ويكملنا في نفسه. وفي هذه الحال، يكون هذا اللفظ مشابها لكلمة " روح ".
يرى بعضهم في الملء (أو الكمال) " الكون الذي يملأه حضور الله "، مستندين إلى المعنى اللازم الذي هو المعنى الأول للكلمة في اليونانية (ما هو مملوء) وإلى نصوص العهد القديم التي تشيد بالعالم المملوء بحضور الله ومجده (اش 6 / 3 ومز 24 / 1).
أيا كان معنى لفظ الملء (أو الكمال)، فإن الآية 19 يسودها التأكيد على أن هذا الملء " حال " في المسيح. لقد سبق ل‍ مز 68 / 17 أن أكد على وجه مماثل سكنى الرب في جبل صهيون: " ابتغاه الله لسكناه ". والحكمة التي أتت تسكن على الأرض (سي 24 / 7 و 8 و 10 وبا 3 / 38 وراجع يو 1 / 14) تعد في الوقت نفسه مسكنا لله، تسكنه وتملأه العطايا المشيحية التي تمنحها لتلاميذها (مثل 8 / 12 - 21).
(19) فاعل المصالحة هو الله وهو مقدر (روم 5 / 10 و 2 قور 5 / 18 - 20). وتتخذ المصالحة هنا أوسع امتداد لها فتشمل السماء والأرض.
(٦٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 619 620 621 622 623 624 625 626 627 628 629 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة