الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٧٢
17 سبيل السلام لا يعرفون (11) 18 وليست مخافة الله نصب عيونهم " (12).
[البر الآتي من الشريعة] 19 وإننا نعلم أن كل ما تقوله الشريعة (13) إنما تقوله للذين هم في حكم الشريعة، لكي يخرس كل لسان ولكي يعرف العالم كله مذنبا عند الله. 20 فلذلك لن يبرر عنده أحد من البشر (14) إذا عمل بحسب الشريعة، فما الشريعة إلا سبيل إلى معرفة الخطيئة (15).
[ب) بر الله والإيمان] 21 أما الآن فقد أظهر بر الله بمعزل عن الشريعة، تشهد له الشريعة والأنبياء، 22 هو بر الله وطريقه الإيمان بيسوع المسيح، لجميع الذين آمنوا، لا فرق. 23 ذلك بأن جميع الناس قد خطئوا فحرموا مجد الله (16)، 24 ولكنهم برروا (17) مجانا بنعمته، بحكم الفداء (18)

(١١) اش ٥٩ / ٧ - ٨.
(١٢) مز ٣٦ / ١.
(١٣) تدل هذه الكلمة هنا على العهد القديم كله، كما الأمر هو في ١ قور ١٤ / ٢١ و ٣٤. " فللشريعة " إذا، في نظر الرسول، قيمة نبوية. بعد التسليم بالحكم على الوثنيين، جاء دور اليهود، ومن هنا الخاتمة: العالم كله خاطئ أمام الله.
(١٤) مز ١٤٣ / ٢.
(١٥) الترجمة اللفظية: " فبالشريعة معرفة الخطيئة " (راجع روم ٧ / ٤ +).
(١٦) يدل " المجد "، بالمعنى الكتابي، على قداسة الله وبهائه، بصفتهما يظهران ويوهبان للإنسان، وحضور هذا المجد بين الشعب في خيمة البرية (خر ٤٠ / ٣٤ - ٣٥) وفي الهيكل (١ مل ٨ / ١١) هو أحد امتيازات إسرائيل (روم ٩ / ٤). كانت الخطيئة قد حرمت إسرائيل حضور هذا المجد (حز ١٠ / ١٨ - ١٩ و ١١ / ٢٢ - ٢٣). سيعود في الحقبة المشيحية (حز ٤٣ / ١ - ٩) ويكون من ميزات الجماعة الجديدة المقدسة والمطهرة (حز ٦٠ / ١). وسيجذب هذا المجد جميع الأمم فتسير إليه (حز ٦٠ / ٣). يعمم بولس على جميع الناس ويطبق على شخص المسيح وعمله موضوع حرمان هذا المجد وهبته. فيسوع هو رب المجد (١ قور ٢ / ٨)، ومجد الله على وجه المسيح (٢ قور ٤ / ٦)، لأنه صورة الله (٢ قور ٤ / ٤).
حرم جميع الناس، بسبب خطيئتهم، هذا المجد (روم ٣ / ٢٣)، لكنه يوهب للمؤمنين بيسوع المسيح، وهم منذ الآن متسربلون به سالفا، بقدر ما يتحولون ليصيروا على صورة المسيح (٢ قور ٣ / ١٨)، بانتظار التمجيد التام في مجئ المسيح (روم ٨ / ١٨ و ٢١ و ٢١ و ٣٠).
(١٧) في الرسالة إلى أهل رومة وحدها، يرد فعل " برر " واسم " البر " أو " التبرير " لا أقل من أربعين مرة. ولا تخلو منهما سائر الرسائل، ولا سيما الرسالتان إلى أهل غلاطية وإلى أهل فيلبي. يتناول الرسول هذا الموضوع في أربع جهات رئيسية:
الله بار (روم 1 / 17 و 3 / 5 و 21 و 26 و 10 / 3 و 2 قور 5 / 21). أي إنه أمين لنفسه ولتدبيره الخلاصي من أجل البشر. فليس هذا البر عدلا، لإعطاء كل ذي حق حقه، بقدر ما هو مطلق وملوكي وخلاصي. إنه إحدى ثوابت عمل الله في التاريخ، يظهر ما هو في الحقيقة. " يكشف " للانسان في يسوع المسيح ويوهب بالبشارة (روم 1 / 17).
يعمل هذا البر في الإنسان الخاطئ (روم 3 / 23 - 24) والمعرض بخطيئته لغضب الله (روم 1 / 18 و 2 / 5). يبلغ ذروته في حكم بالعفو لا يقتضي من الإنسان إلا قبولا فيه تواضع، أي طاعة الإيمان (روم 1 / 5). فلامكان لأي بر يحصل عليه الإنسان من عند نفسه (روم 3 / 19 - 30 و 4 / 2 - 10 و 9 / 30 - 31 و 10 / 3 - 4 وغل 2 / 16 وفل 3 / 6 - 9).
غير أن عمل الله المجاني، الذي يبرر الإنسان، يخلق فيه الحياة الجديدة. وإذا ما وهب المسيح للانسان التبرير المجاني، افتتح فيه حياة الروح (روم 8 / 2)، أي التقديس (1 قور 1 / 30). والانسان المبرر يجعل نفسه في خدمة البر، أي في خدمة حياة مقبولة عند الله (روم 6 / 13 - 20) ويأتي إذا بثمار لمجد الله (روم 7 / 4 وفل 1 / 11).
أما مسألة العلاقة القائمة بين هذا التبرير المجاني الأولي والدينونة الأخيرة، فإنها مسألة دقيقة. ومن جهة أخرى، كثيرا ما يشدد الرسول على أهمية الأعمال، وعلى الطاعة لشريعة المحبة وعلى الدينونة التي يدان بها كل واحد بحسب أعماله (روم 2 / 5 و 6 و 12 و 27 و 14 / 10 - 12 و 2 قور 5 / 10). ومن جهة أخرى، يبني ثقته، في أهم إشاراته إلى هذه الدينونة، لا على أعماله، بل على الله الذي يبرر وعلى المسيح الذي مات ويشفع لجميع الناس (روم 8 / 30 - 39 وفل 3 / 8 - 14).
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة