الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٩٤
أمه للخدم: " مهما قال لكم فافعلوه ". 6 وكان هناك ستة أجران من حجر لما تقتضيه الطهارة عند اليهود، يسع كل واحد منها مقدار مكيالين أو ثلاثة (4). 7 فقال يسوع للخدم: " املأوا الأجران ماء ". فملأوها إلى أعلاها. 8 فقال لهم: " اغرفوا الآن وناولوا وكيل المائدة ".
فناولوه، 9 فلما ذاق الماء الذي صار خمرا، وكان لا يدري من أين أتت، في حين أن الخدم الذين غرفوا الماء كانوا يدرون، دعا العريس 10 وقال له: " كل امرئ يقدم الخمرة الجيدة أولا، فإذا سكر الناس، قدم ما كان دونها في الجودة. أما أنت فحفظت الخمرة الجيدة إلى الآن ". 11 هذه أولى آيات (5) يسوع أتى بها في قانا الجليل، فأظهر مجده فآمن به تلاميذه 12 ونزل بعد ذلك إلى كفرناحوم هو وأمه وإخوته (6) وتلاميذه، فأقاموا فيها بضعة أيام.
[ب - عيد الفصح] [طرد الباعة من الهيكل] 13 واقترب فصح اليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم، 14 فوجد في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام والصيارفة جالسين (7). 15 فصنع مجلدا من حبال، وطردهم جميعا من الهيكل مع الغنم والبقر، ونثر دراهم الصيارفة وقلب طاولاتهم. 16 وقال لباعة الحمام: " ارفعوا هذا من ههنا، ولا تجعلوا من بيت أبي بيت تجارة ". 17 فتذكر تلاميذه أنه مكتوب:
" الغيرة على بيتك ستأكلني " (8). 18 فأجابه اليهود: " أي آية ترينا حتى تعمل هذه الأعمال؟ " (9) 19 أجابهم يسوع: " انقضوا هذا الهيكل أقمه في ثلاثة أيام! " (10) 20 فقال اليهود: " بني هذا الهيكل في ست وأربعين

(4) نحو 40 لترا بالمكيال. فهناك قدر من الماء كبير.
(5) سبق للأناجيل الإزائية أن خصت استعمال كلمة " آية " بالخوارق المرافقة لافتتاح الأزمنة المشيحية (متى 12 / 38 و 16 / 1 - 4 ومر 8 / 11 - 12 ولو 11 / 16 و 29)، ودلت، بالعكس، على المعجزات بكلمات يونانية ك‍ " ديناميس " (أعمال قدرة). أما يوحنا، فقد أعاد الروابط مع العهد القديم (اش 66 / 19) وعد المعجزات أحداثا أخيرية تمكن المؤمنين من الشعور، منذ الآن، بمجد يسوع.
(6) قد تدل هذه العبارة على أقرباء صلات قرابتهم متفاوتة.
(7) المقصود هو حيوانات معدة للذبائح ونقود مرخص بها للتقادم، وقد أصبحت بلا فائدة مع مجئ المسيح.
(8) إن التلاميذ يلقون الضوء على معنى الحدث بالإشارة إلى مز 69 / 10 (اليوناني). ولقد أدركت الكنيسة الأولى ما في هذا الموقف من طابع مشيحي ورأت في ذلك إنباء بالآلام (استعمال صيغة المستقبل وإطار الإنجيل العام يوحيان بهذا الأمر).
(9) في نظر اليهود، لا بد أن يأتي يسوع بعمل خارق يثبت سلطته في أمور الهيكل (راجع مر 8 / 11 ومتى 12 / 38 و 16 / 1 ولو 11 / 16 و 29 - 30 و 1 قور 1 / 22).
(10) ينبئ يسوع بآية هي على مستوى يختلف كل الاختلاف عن مستوى محاوريه. ولقد عدلت صيغة الإزائيين (مر 14 / 58 و 15 / 29 ومتى 26 / 61 و 27 / 40) في إنجيل يوحنا: فاليهود هم الذين ينقضون الهيكل، ويسوع قادر على إعادة بنائه في فترة قصيرة من الزمن.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة