الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٩٢
كما قال النبي أشعيا " (30).
24 وكان المرسلون من الفريسيين (31)، 25 فسألوه أيضا: " إذا لم تكن المسيح ولا إيليا ولا النبي، فلم تعمد إذا؟ " 26 أجابهم يوحنا:
" أنا أعمد في الماء، وبينكم من لا تعرفونه، 27 ذاك الآتي بعدي، من لست أهلا لأن أفك رباط حذائه ". 28 وجرى ذلك في بيت عنيا (32) عبر الأردن، حيث كان يوحنا يعمد.
29 وفي الغد رأى يسوع آتيا نحوه فقال:
" هو ذا حمل الله (33) الذي يرفع (34) خطيئة العالم (35). 30 هذا الذي قلت فيه:
يأتي بعدي رجل قد تقدمني لأنه كان من قبلي (36).
31 وأنا لم أكن أعرفه، ولكني ما جئت أعمد في الماء إلا لكي يظهر أمره لإسرائيل ".
32 وشهد يوحنا قال: " رأيت الروح ينزل من السماء كأنه حمامة فيستقر عليه (37). 33 وأنا لم أكن أعرفه، ولكن الذي أرسلني أعمد في الماء هو قال لي: إن الذي ترى الروح ينزل فيستقر عليه، هو ذاك الذي يعمد في الروح القدس.
34 وأنا رأيت وشهدت أنه هو ابن الله ".
[التلاميذ الأولون] 35 وكان يوحنا في الغد أيضا قائما هناك، ومعه اثنان من تلاميذه. 36 فحدق إلى يسوع وهو سائر وقال: " هو ذا حمل الله! " 37 فسمع التلميذان كلامه فتبعا يسوع. 38 فالتفت يسوع فرآهما يتبعانه فقال لهما: " ماذا تريدان؟ " قالا له: " رابي (أي يا معلم) أين تقيم؟ " 39 فقال لهما: " هلما فانظرا! " فذهبا ونظرا أين يقيم، فأقاما عنده ذلك اليوم، وكانت الساعة نحو الرابعة بعد الظهر. 40 وكان أندراوس أخو سمعان بطرس أحد اللذين سمعا كلام يوحنا فتبعا يسوع. 41 ولقي أولا أخاه سمعان فقال له: " وجدنا المشيح " ومعناه المسيح (38).
42 وجاء به إلى يسوع فحدق إليه يسوع وقال:
" أنت سمعان بن يونا، وستدعى كيفا "، أي صخرا (39).

(30) راجع اش 40 / 3.
(31) أو: " وكان بين المرسلين بعض الفريسيين ".
(32) ليس المقصود قرية لعازر القريبة من أورشليم (11 / 1 و 18)، بل بلدة تقع على شاطئ الأردن إلى الشمال ويتعذر تحديد مكانها.
(33) يشير النص إلى موت يسوع التكفيري، بدمج صورتين تقليديتين: من جهة صورة العبد المتألم (اش 52 / 13 - 53 / 12) الذي يأخذ على عاتقه خطايا جماعة الناس والذي، مع أنه برئ، يقرب نفسه تقدمة حمل، ومن جهة أخرى صورة حمل الفصح، رمز نداء إسرائيل (خر 12 / 1 - 28)، وراجع 19 / 14 و 36 و 1 قور 5 / 7 ورؤ 5 / 7 و 12.
(34) الفعل اليوناني يعني الرفع، فإما " حمل، أخذ على عاتقه "، وإما " ذهب ب‍، رفع، أزال ". وبهذا المعنى الأخير يستعمله يوحنا عادة (راجع 2 / 16 و 5 / 8 - 12 و 10 / 18 و 1 يو 3 / 5).
(35) تدل صيغة المفرد هنا على مجمل خطايا العالم في كثرتها ومضمونها.
(36) راجع 1 / 15 و 27.
(37) هبة " الروح " (راجع اش 11 / 2 و 61 / 1) هي دائمة ولا حد لها (3 / 34).
(38) ينفرد يوحنا بالاستشهاد باللفظ العبري (أو الآرامي) ويورد ترجمته: " الذي نال المسحة ".
(39) يعرف يسوع باطن جميع الذين يقتربون منه (1 / 48 و 2 / 25 و 4 / 16 - 19). وهو يعلن الاسم الجديد الذي سيطلق على " سمعان "، واسم " بطرس " يدل على دعوة خاصة (متى 16 / 18).
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة