صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٨٩
كما يجب أن لا يكون الحديث مخالفا لضرورة عقلية، وإلا يجب تأوله وحمله على المحامل الصحيحة، وجعل الضرورة قرينة على المجاز والأحاديث الدالة على التحريف سواء أكان من طرق الشيعة أو السنة كذلك.
فإذا فرض أن يكون بينها الظاهر في ذلك فهو مخالف لضرورة العقل كما أنه مخالف للقرآن المجيد، ولذا تركها العلماء، ولا تجد أحدا من الشيعة حتى من يتبع الشواذ، من يعمل بها كما لا أظن أن يكون بين أهل السنة من يفتي بذلك، ويعتمد عليهما إلا القليل ممن لا نحب التصريح بذكر أسمائهم.
وسواء أساء المنحرفين عن أهل البيت، ومحبي أعدائهم ممن لا يعتد بآرائهم عند أهل السنة أو لا يسوءهم، وسواء أرادوا أم لا يريدوا فالمسلمون كلهم من الشيعة والسنة تفكيرهم في المسائل الإسلامية، ومناهجهم في حل المشاكل، وخططهم وسيرتهم، في مواجهة التيارات المخزية الإلحادية، غير تفكير هؤلاء فقادتهم وزعماؤهم وعلماؤهم والمصلحون يجتمعون في مجلس واحد، ويتذاكرون في مستقبل الأمة مجتنبين سوء الظن فيما بينهم.
وربما يعتمد السني على الشيعي في هذه المسائل، والغيرة على حفظ نواميسنا الإسلامية، والاحتفاظ بأمجادنا أكثر من اعتماده على بعض أهل السنة فقد عرف الكثيرون من علماء السنة حقيقة الشيع، والشيعة وأدركوا مبلغ إخلاصهم لدين الله، وكتابه كما يعرفون أن كل ما يقول هؤلاء عن الشيعة من الكذب والنفاق الخداع زور وبهتان.
فهم أفصح الناس للإسلام والمسلمين، وكتاب الله وسنة رسوله فليتجول كل من يريد أن يعرف عقيدة الشيعة في كتاب الله، ولا يريد الفساد والفتنة في بلاد الشيعة، وليراجع مؤلفاتهم حتى يعرف عقيدتهم فيه، وأنهم ما اختاروا
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 » »»