صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٨٨
الكلام حول الأحاديث لا يخفى أن كتب الحديث بما فيها من الصحيح والسقيم، والقوي، والضعيف، والغريب، والمرفوع، والمرسل، والمتروك، وغيرها لا يحتج بكل ما فيها، ولا يجعل كل حديث منها حجة على ما اعتقده المسلمون من الشيعة أو السنة (1) يعرف ذلك الحذاق في هذا الفن، ويصح أن يقال إن كل عقيدة إسلامية جاءت من الكتاب والحديث، ولا يصح أن يقال كل حديث جاء بالعقيدة وبناء على ذلك فلا يقبل من الحديث إلا ما توفرت فيه شرايط الصحة والقبول، ولا يكون متروكا.
ولا معرضا عنه.
اللهم إلا يعلم جهة الترك، والإعراض، وأنها ليست شرعية كما يجب أن لا يكون الحديث مخالفا لصريح القرآن. وألا يضرب على الجدار، وهذا من أعظم ما أخذت به سيدة العالمين عليها السلام على القوم في مسألة تركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإن بعضهم حدث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ولم يلتفتوا إلى أن هذا مخالف لكتاب الله تعالى.

(1) نعم يعتبر أهل السنة ما في الصحاح الستة ولا سيما الصحيحين حجة فلا يجوزون القدح في صحة ما أخرجه البخاري أو مسلم، أما الشيعة فيجوزون المناقشة حتى في جوامعهم الأربعة.
فاعتبارهم الحديث صحيحا ليس باعتبار أنه في (الكافي) و (من لا يحضره الفقيه) أو (الاستبصار) أو (التهذيب).
بل لهم في قبول الحديث والحكم باعتباره، وجواز العمل به قواعد، وشرائط تكشف عن كمال دقتهم في الحديث متنا وسندا فلا تؤخذ عقائدهم بل ولا آرائهم من كتب الحديث، بل يضاف على ذلك كتبهم في الكلام، والفقه التي يبحثون فيها عن الأصول والفروع، وعن الأحاديث التي تحتج بها على ضوء علمي.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 » »»