صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٢٠
ثم إنكم أيها الأخوة الكرام لفي أقدس بلاد الله - في الحرمين الشريفين لذا فإن القلوب من شرق الأرض وغربها تهفوا إلى دياركم، وتشتاق إلى بلادكم، وأنتم يا علماء الحرمين، ويا مجاوريهما محترمون عند الجميع لشرف مكانكم.
فيا ساكني أطراف طيبة كلكم * إلى القلب من أجل الحبيب حبيب خذوا أهبتكم، وجددوا النظر في مناهجكم، وكتبكم ومقالاتكم ودروسكم وبحوثكم فقد أعطاكم الله في كل سنة فرصة سعيدة اختص الله سبحانه بها أمتنا، وأقدركم بها على أن تصلحوا بين المسلمين وتعرضوا عليهم أساليب إسلامية قيمة في مناهج حياتهم التي أثرت فيها الأساليب الكافرة وأن تشجعوا الحركات الإسلامية وتؤيدوا العلماء المصلحين، وتدعوا أبناء الأمة جميعا من الشيعة والسنة إلى تطبيق أحكام القرآن.
فعلى الخطيب الذي يخطب في المسجدين لهذه الجموع الغفيرة القادمة لأداء فريضة الحج المقدسة من كل فج عميق أن يزودهم من تعاليم الإسلام بما يؤدي بهم إلى اتباع سبيل الاستقامة، والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الإسلام، والجهاد ضد الإلحاد الذي أحاط بالعالم الإسلامي من كل جانب ويحثهم على مقاومة التيارات الخبيثة ويوجههم إلى الأساليب التي أدت إلى إبعاد الشيعة عن المناهج الإسلامية، وجعلت مجتمعاتهم أشبه بالمجتمعات الغربية. وأن برامج تعاليمهم وسياساتهم، وحكوماتهم بعيدة عن روح الإسلام ومبادئه السمحاء التي لا خلاف فيها بين الأمة شيعة وسنة.
لا أن يقول عن طوائف المسلمين ما يورث الشنآن، والبغضاء وما لا يستقبله جيلنا الحاضر إلا بالنفور، ولا يزيد الأمة إلا جهلا، وفي كليهما خدمة لأعداء الإسلام، - الاستعمار والصهيونية.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»